قالت مصادر في المعارضة اللبنانية ان اصرار رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النيابي ميشال عون على الوصول الى المجلس النيابي الجديد بكتلة نيابية تضم 35 نائباً يدفعه الى التشدد في اعطاء الأفضلية للمرشحين المنتمين الى «التيار الوطني الحر»، خصوصاً في الدوائر المسيحية، ومن دون أن يولي اهتمامه بالمرشحين المستقلين مع انهم الأقدر على زيادة رصيده الانتخابي بخلاف مرشحيه من المحازبين الذين لن يكون في مقدورهم توسيع رقعة المشاركة الشعبية لمصلحة لوائحه. وكشفت المصادر نفسها نقلاً عن جهات نافذة في «التيار الوطني» ان عون ما زال يصر على ترشح العميد المتقاعد في الجيش فوزي أبو فرحات عن المقعد الكاثوليكي في دائرة الزهراني بدلاً من النائب ميشال موسى المنتمي الى كتلة «التنمية والتحرير» برئاسة الرئيس نبيه بري الذي يرفض مجرد البحث في فكرة ترشح أبو فرحات ولو من باب التشاور. وأكدت أن عون يستقوي على بعض حلفائه في تشكيل اللوائح مستفيداً من عوامل أبرزها اصرار قيادة «حزب الله» على مراعاته، وهي كانت وراء اقناع بري بالتنازل عن المقعد الكاثوليكي في جزين لمصلحة مرشح «التيار». ووجود استعداد سوري للتدخل لدى الحلفاء لإقناعهم بضرورة التعامل بمرونة مع عون وتقديم كل التسهيلات له حتى ولو جاءت على حسابهم. ولفتت المصادر نفسها الى انها لم تفاجأ برفض حزب الطاشناق الدخول في تحالف انتخابي مع رئيس كتلة «المستقبل» النيابية سعد الحريري على رغم الجهود التي بذلها نائب رئيس الحكومة السابق ميشال المر في هذا الخصوص، وقالت ان الحزب قرر الدخول في المفاوضات لكسب الوقت من دون أن يكون لديه أي توجه لإعادة النظر في مسألة تحالفه مع «التيار الوطني» ورئيس «الكتلة الشعبية» الوزير الياس سكاف. وإذ رفضت المصادر عينها التعليق على ما تردد من أن الطاشناق أوقف المفاوضات مع «المستقبل» بناء لقرار صادر عن القيادة الدولية للحزب التي أوفدت من ينوب عنها لحسم الجدل الدائر داخل الحزب في شأن التحالفات لمصلحة تثبيت تحالفه مع المعارضة، أكدت في المقابل أن عون لم يكن قلقاً من بدء المفاوضات، وعزت السبب الى علمه المسبق بأنها ستصل الى طريق مسدود مهما كان أمد هذه المفاوضات. وبالنسبة الى ما آلت اليه اتصالات عون لتشكيل لوائحه، خصوصاً في جبل لبنان، أكدت المصادر أن لوائح «التيار الوطني» أصبحت جاهزة في المتن الشمالي وكسروان وجبيل على النحو الآتي: - المتن الشمالي: (موارنة): ابراهيم كنعان، كميل خوري، نبيل نقولا، وغسان الأشقر (مرشح الحزب السوري القومي الاجتماعي) بدلاً من النائب سليم سلهب (أرثوذكس): غسان مخيبر وغسان الرحباني (كاثوليك): ادغار معلوف و (أرمن): هاغوب بقرادونيان. - كسروان: ميشال عون، يوسف خليل، فريد الياس الخازن، جيلبرت زوين، وفارس بويز الذي يحل محل النائب نعمة الله أبي نصر. - جبيل: (موارنة): وليد خوري، سيمون أبي رميا (بدلاً من النائب شامل موزايا) و (شيعي) عباس هاشم. وبالنسبة الى دائرة بعبدا، علمت «الحياة» من المصادر نفسها ان عون يميل الى دعم ترشح حكمت ديب وشكيب قرطباوي وناجي غاريوس أو العميد جوزف أبو جودة عن الموارنة، وعمر الأعور من الدروز المنتمي الى «التيار الوطني» بذريعة أنه يشكل نقطة تقاطع مع حلفائه الدروز خلافاً للمرشحين هشام الأعور القيادي في «تيار التوحيد اللبناني» برئاسة الوزير السابق وئام وهاب والسوري القومي الاجتماعي فادي الأعور بسبب التوتر الذي تسيطر على علاقته بعدد من المسؤولين في الحزب لكنه لم يحصل حتى الساعة على مباركة رئيس الحزب الديموقراطي الوزير طلال أرسلان، فيما المقعدان الشيعيان محسومان للنائب علي عمار «حزب الله» وطلال حاطوم (حركة «أمل») مع أن خصومهما يراهنون على انزعاج الناخبين في بلدة الغبيرة لعدم تمثيلها بمرشح شيعي. أما في دائرة عاليه فإن عون أخفق في إقناع الوزير ارسلان بعدم ترك المقعد الدرزي الثاني شاغراً ما يضطره الى تشكيل لائحة غير مكتملة تضم حتى الآن، اضافة الى ارسلان في حال وافق على الانضمام الى اللائحة، كلاً من النائب السابق مروان أبو فاضل وقيصر أبو خليل على أن يختار لاحقاً الماروني الثاني. وفي شأن دائرة الشوف، فإن عون الذي يتواصل مع وهاب وعدد من حلفائه بات يميل الى تشكيل لائحة غير مكتملة بترك المقعد الدرزي الثاني شاغراً. وفي هذا السياق علمت «الحياة» ان اللائحة المنافسة لرئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» وليد جنبلاط ستضم عن الموارنة ناصيف قزي، الوزير ماريو عون، الوزير السابق ناجي بستاني وإلا سيحل مكانه انطوان بستاني في حال قرر عدم خوض الانتخابات، وعن السنّة النائب السابق زاهر الخطيب ومرشح آخر من برجا ومن الكاثوليك الملحن والموزع الموسيقى عبدو منذر وعن الدروز بهاء عبدالخالق وهو من «تيار التوحيد». وبالنسبة الى الكورة والبترون فإن عون كما تقول مصادره لم يكن مرتاحاً الى استبعاد التعاون مع الحزب الشيوعي في الانتخابات لما يرتبه من أضرار انتخابية على لائحتي المعارضة في قضاءي الكورة والبترون وعلى لوائحها الأخرى خصوصاً في البقاع الغربي. كما أن المصادر نفسها لم تجزم ما إذا كان وزير الاتصالات جبران باسيل سيخوض الانتخابات عن دائرة البترون منفراداً أو انه سيتعاون مع المرشح جورج مراد على رغم ان البعض أخذ يشيع بأن باسيل على تواصل الآن مع المرشح سامر جورج سعادة الذي في مقدوره في حال قرر الاستمرار في المعركة أن يؤثر سلباً على النائب في «القوات اللبنانية» انطوان زهرا المتحالف مع النائب بطرس حرب الذي يعتبر الأقوى في البترون. ويميل عون الى تبني القيادي في «التيار الوطني» جورج عطاالله كمرشح أرثوذكسي ثالث الى جانب فايز غصن وسليم سعادة، في الكورة محاولاً استرضاء القيادي في التيار العميد المتقاعد فايز كرم من خلال ترشيحه كونه على صلة وثيقة به، وبالتالي يمكن لعون توظيف هذه الخطوة باتجاه اقناع كرم بسحب ترشحه عن المقعد الماروني في زغرتا. وعليه فإن عون الذي يبدو مرتاحاً الى معركتي كسروان وجبيل وبنسبة أقل الى المتن الشمالي، لا يخفي أمام زواره شعوره بأن الأكثرية ستركز على إسقاط صهره باسيل في البترون ونائب رئيس الحكومة عصام أبو جمرا في بيروت الاولى (الاشرفية) بغية استهدافه مباشرة بتمرير رسالة سياسية له بأنها قادرة على ضرب أبرز الرموز في «التيار الوطني».