لا فرق ما اسم البرنامج الذي تقدّمه وفاء كيلاني، ولا يهمّ ما نوعه. فمهما كان جوّه يبقى حضورها في المستوى نفسه ويبقى أسلوبها حاضراً. تعود الإعلامية وفاء كيلاني في موسم جديد من برنامج «نوّرت» على شاشة ال «أم بي سي»، فهل سيتميّز هذا الموسم بتفاصيل إضافية عن الموسم الأول؟ «في الواقع سيتابع البرنامج بالتفاصيل نفسها لأنّ الحلقات الجديدة هي امتداد للموسم السابق الذي اقتصر عدد حلقاته على 11 فقط، وسوف يستمر حتّى نهاية هذه السنة بإذن الله». في حديث سابق الى «الحياة» ذكرت كيلاني أنّها تناقش الأفكار وأنّ الجمهور الذي يحب البرامج الخفيفة يبتعد عنها، وهي نفسها وصفت برنامجها الحالي «نوّرت» أنّه خفيف ومنوّع، فما الذي تغيّر اليوم؟ هل قررت أن تستقطب الجمهور الذي كان يبتعد عنها أو أحبّت أن تجرّب نمطاً جديداً من البرامج؟ «دعني أولاً أشرح ماذا أقصد بكلمة خفيف حين أصف برنامجي» تقول كيلاني، وتشرح أنّ «نوّرت» يستقبل خمسة ضيوف، ثمّ ينضمّ إليهم ضيف سادس، ومعها يصبح المجموع سبعة أشخاص، فإذا تمّ تقسيم الدقائق السبعين التي يتألّف منها البرنامج على عدد الموجودين في الحلقة نجد أنّ كل شخص يتكلّم لمدة عشر دقائق فقط، وبالتالي لا يمكن مناقشة فكرٍ ما بعمقٍ في عشر دقائق. «حين أقول إنّ البرنامج خفيف أقصد أنّ إيقاعه سريع ومواضيعه متنوّعة ووقته قصير، ولا أقصد بأي شكلٍ من الأشكال أنّه سخيف أو سطحي» توضح. إلى أي مدى وجدت وفاء كيلاني نفسها في هذا النوع من البرامج هي المعتادة على نقاشات طويلة مع ضيف واحد؟ تجيب أنّ المُشاهد اعتاد رؤيتها تفتح الملفّات وتطرح الأسئلة الدسمة أمّا الآن فقد تمكّن من رؤية جزءٍ جديد من شخصيتها ومن اكتشاف وجهها الآخر وحِس الفكاهة عندها، «رأى المُشاهدون كيف هو شكل ضحكتي» تقول ضاحكةً. دموع هاني رغم حس الفكاهة الذي تتحدّث عنه والجوّ الخفيف في البرنامج، كثرٌ تحدّثوا عن دموع الفنان هاني شاكر التي انهمرت بعد سؤالٍ طرحته عليه، فهل تجد نفسها تنجرف خلف الأسئلة الحسّاسة على رغم طابع البرنامج «الخفيف»؟ «نوعية أسئلتي هي جزء من شخصيتي، لذلك لا أجيد طرح أسئلةٍ سطحية، وبالتالي ما زالت الأسئلة عميقة، ولكن درجة الغوص فيها اختلفت كي يبقى الإيقاع سريعاً» توضح، «أمّا في ما يتعلّق بدموع هاني شاكر فكانت نتيجة مشاعر إنسانية صادقة وليست نتيجة سؤال يبحث عن سبق صحافي، فسؤالي لم يكن بالإمكان تفاديه وغضّ النظر عن موضوع يعنيه إلى هذه الدرجة، ومن المؤكّد أنني لم أرغب برؤيته يبكي». ما السؤال الذي يجعل وفاء كيلاني تبكي؟ تفكّر قليلاً ثم تجيب: «في الحقيقة لا أعرف، عليك أن تحاول»! حين نؤكّد لها أنّنا لا نتمنّى أن نرى يوماً دموع حزن تنزل من عينيها، تقول إنّ هذه الدموع لا يثيرها سؤال معيّن بل حالة عامّة وجوّ عام يكون فيه المرء حين يُطرح عليه سؤالٌ حسّاس. هل من سؤالٍ تتمنّى ألاّ يُطرح عليها أبداً؟ الجواب هو النفي، والمبرّر أنّ الأساس ليس السؤال المطروح عليها بل الجواب الذي تعطيه، «يمكن مَن يشاء أن يسأل ما يشاء، وأنا حرّة في الإجابة عن مَن أشاء وعلى ما أشاء»! عند كيلاني ما من خطوط حمراء في الأسئلة التي تطرحها على ضيوفها سوى مصلحتهم، فهي، على حد تعبيرها، لا تثير مواضيع من شأنها أن تضرّ ضيوفها أو تسبّب لهم المشاكل. لكن مَن يشاهد وفاء كيلاني يشعر بأنّ هدفها الأول هو البحث عن الحقيقة، فماذا لو كانت تلك الحقيقة التي تبحث عنها تتطلّب طرح سؤالٍ قد يضرّ الضيف؟! توضح أنّها حين تناقش شخصاً ما في فكره فإنّ الأفكار التي يتبنّاها ويدافع عنها هي التي ستؤثّر عليه، وليس سؤالها له، أمّا السؤال الذي يضرّ بمصلحته فهو الناتج من استعمال معلومات رخيصة أو خاصّة تمسّ حياته الشخصية، «وهنا نكون قد دخلنا في مجال الإثارة الرخيصة التي تفتّش في خفايا الضيف عن تفاصيل لا يرغب بالإعلان عنها فتكشفها للعلن وتؤذيه». أخيراً، هل يمكن أن نشاهد وفاء كيلاني تدير حواراً سياسياً؟ «كل شيء ممكن، فأنا لطالما أدخلت السياسة في معظم مواضيعي الاجتماعية، لا لأقول إنني أفهم بالسياسة - علماً أنني تخصّصت بالعلوم السياسية - بل لأنّ السياسة جزء من حياتنا وتسيّرنا في تفاصيل كثيرة» تقول.