بعد نحو ثلاثة أعوام على الشاشة في برنامج «ضد التيار»، وبعد توقّف بداعي الزواج والإنجاب، تعود الإعلامية المصرية وفاء كيلاني في برنامج «بدون رقابة» عبر محطة ال «أل بي سي» هذه المرّة، وبسبب تشابه مبدأ الأسماء بين البرنامجين ونمطهما يتبادر فوراً إلى الأذهان سؤال حول الفارق بينهما فتجيب وفاء: «أنا أعتبر أن برنامج «بدون رقابة» هو امتداد ل «ضد التيار»، فكلاهما يعتمد على طاولة وكرسيين ويعالج أفكاراً متنوعة بحسب المواضيع المطروحة، أضف أنّ المُحاور هو نفسه، أي أنا، وبالتالي فلا يمكن أن أبدو في «ضد التيار» بصورة ثمّ أظهر في «بدون رقابة» في صورة مختلفة تماماً». هل يمكن إذاً اعتبار أنّ الأسماء اختلفت والمضمون واحد؟ توضح: «إن كنت تقصد نمط أسئلة «ضد ومع» فأقول إنّ هذا الأسلوب في طرح الأسئلة أنا ابتكرته وما زلت محافظة عليه، وقد أعجب الكثيرين حتّى إنّ عدداً من المقدمين والمقدمات يستعملونه شكلٍ أو آخر». وهنا ترفض كيلاني الخوض في مسألة ما إذا كانت تعتبر أنّه تمّ تقليدها أو لا، وتفضّل التركيز على فكرة أنّها نقلت معها إلى برنامجها الجديد أسلوبها الخاص. حين تحاور وفاء كيلاني ضيوفها نشعر أنّها تلمّ بتفاصيل كثيرة يراها البعض إنها تقترب من الحياة الشخصية والحميمة، فإلى أي درجة تغوص في المعلومات وتحاول إبرازها؟ تعلّق رافضة تلك الفكرة مؤكّدة أنها لم تدخل في تفاصيل حياة ضيوفها الشخصية باستثناء أيمن الذهبي في «ضد التيار» الذي أتى إلى البرنامج، على حد قولها، لمناقشة حياته الخاصة بعدما كان نشرها على صفحات المجلات. «أمّا ما عدا ذلك فلم أتطرّق إلى الحياة الشخصية لأحد من ضيوفي»، ثمّ تضيف متذكرةً: «لقد تحدثت مع نوال السعداوي عن بعض تفاصيل حياتها التي ذكرتها بنفسها في مذكراتها، وهنا لا يمكن اعتبار أنني نبشت حياتها الخاصة». لا تعتبر وفاء أنّ الموضوع الأساسي يكمن في مدى ابتعادها عن حياة ضيوفها الخاصة أو اقترابها منها بل في الأفكار الجدلية التي يطرحها الضيف والتي تكون غريبة عند الناس أو غير متفق عليها من الجميع. وتتحدد الخطوط العريضة للحوار بحسب خلفية الضيف، «فإذا كان أديباً تكون أسئلته مختلفة عن تلك التي أطرحها على منتج أو موسيقي أو سواهما». أمّا عن ضيوف حلقاتها المقبلة فتفصح عن بعض الأسماء مثل سامي العدل المنتج السينمائي والتلفزيوني، شعبان عبدالرحيم الشخصية الجدلية على حد تعبيرها، وائل الإبراشي الإعلامي المصري، مرتضى منصور المحامي ورئيس الزمالك الأسبق... وبعد ملاحظتنا غياب الشخصيات اللبنانية تقول ضاحكة «أنا أتمنى، لو عندك قل لي»، ثم تضيف معلّقة: «في الواقع لقد استضفت شخصيات لبنانية على مدار موسمين في «ضد التيار» ولا أريد أن أكرر نفسي، ولا أخفي أن بعض الأسماء اللبنانية تدور في ذهني ولكن لم تحن الفرصة المناسبة لاستقبالها بعد». وفاء كيلاني المنتقلة إلى شاشة جديدة هي ال «أل بي سي» تعتبر أن من المبكر تقويم هذا الانتقال، وتستبعد فكرة أن تكون هذه الخطوة مغامرة، «أنا متفائلة جداً لانضمامي إلى هذه القناة المشرفة والرائدة، وإلى العمل تحت لوغو المحطة التي يتمنى كثر أن يطلّوا عبرها». إضافة إلى ذلك تقول إنّ أهم ما في هذه المحطة إنها منوّعة بالتالي تستطيع هي أن تنوّع في برنامجها من دون أن تبدو غريبة كما كان يحصل حين كانت تستضيف شخصيات اجتماعية على قناة موسيقية. اليوم بعدما وصلت وفاء كيلاني إلى تحقيق النجاح بشهادة أكثر من طرف، نسألها عن النقاط التي اعتمدت عليها للوصول إلى ما بلغته فتقول: «هناك مقولة أعتمدها منذ بداية مسيرتي وهي: عليك المحاولة حتى ولو لم تدرك النجاح. وهذا ما أحاول أن أنفّذه مجتهدة لأنني أعرف أنني لا ألمّ بكل تفاصيل الحياة ولكنني لا أتوقّف عن السعي الدائم للتقدم». إسم وفاء الكيلاني يوحي لبعضهم بالمقدمة التي تطرح القضايا الجريئة، فهل هذه الصورة المنطبعة في الأذهان تفرحها أو تحزنها؟ «لا أفرح ولا أحزن فكل إنسان يرى بحسب عينه، البعض يرَونني مقدمة جريئة وآخرون يعتبرونني واقعية وآخرون مقدمة لا تجامل أو مذيعة لا تزيّن ولا تجمّل الحقيقة...» وهي كيف ترى نفسها؟ تجيب: «أنا مقدمة واقعية لا أجمّل الأمور، فلا أنا جريئة ولا أنا أختبئ خلف إصبعي، بل أطرح المواضيع كما يجب أن تكون، محترمةً عقل المُشاهِد محافظةً على صدقيتي».