تطلّ الإعلامية كارين سلامة صاحبة الابتسامة الدائمة، حالياً، عبر شاشة تلفزيون «المستقبل» لتقدّم يومياً خلال شهر رمضان، بالتعاون مع ميشال قزي، برنامج «طال السهر». اليوم بعدما مضى أكثر من ثلثَي الحلقات كيف تقوّم سلامة هذه التجربة؟ تجيب: «أنا سعيدة جداً بالأصداء التي أسمعها عن هذا البرنامج، وسعيدة بالكلمات التي تُقال عن أدائي، مع العلم أنّ هنالك بعض التفاصيل التي كنت أتمنّى أن تكون أفضل». وعن تلك التفاصيل نستوضح كارين فتشرح: «كنت أريد أن نستضيف بعض الوجوه المعروفة والمحبوبة من الجمهور، مع العلم أن الضيوف الذين استقبلناهم كانوا رائعين وأكنّ لهم كلّ الاحترام. وعلى رغم أنّني تمنّيت لو أنّنا استضفنا عدداً من الفنانين الذين غابوا، فإنني أفهم غيابهم حيث إن بعضهم لا يغنّي خلال شهر رمضان وبعضهم لم يستطع الحضور». عن أدائها الشخصي تقول إنّها «مرتاحة جداً بخاصّة أنّ التعامل مع ميشال قزي سهل ومريح، إضافة إلى كون البرنامج خفيفاً ولا يحتاج لأنّ يقوم المشاهد بمجهود فكري عظيم كي يفهم ما يدور في السهرة»، وتضيف قائلة: «أنا سعيدة جداً بهذه العودة إلى برنامجٍ في شهر رمضان بعد غياب دام نحو أربعة أعوام». صعوبة وسهولة إلى أيّ مدى كان لميشال قزي دور أساس في أن تشعر بالراحة، أو بمعنى آخر، هل سيكون التقديم المشترك أصعب لو كان مع مقدّم آخر؟ تؤكّد كارين أنّ تعامل مقدّمٍ ما مع مقدّمٍ آخر هو أمر صعب في غياب الراحة والتواصل والتجانس، «بل يمكن القول إنّه مستحيل، ومن شأنه أن ينعكس سلباً على المقدمين وعلى البرنامج، و «أنا دائماً ما قدّمت برامجي وحدي، باستثناء «عرس إكسبرس» الذي قدّمته مع جوزيف حويك فكانت تجربة ممتعة أيضاً، ولكن في شكل عام يرتاح المقدّم أكثر إن كان وحده لأنّه يستطيع السيطرة على نفسه والتحكّم بأفعاله، في حين يكون عليه أن ينسّق كلّ ما يقوله ويفعله مع الآخر في حال وجود أكثر من شخص واحد». وتضيف موضحةً: «لكن على رغم ذلك، فإنّ تعاملي مع ميشال قزي في هذا البرنامج كان سهلاً لأنّه إنسان ظريف جداً ويظهر ذلك بوضوح على الشاشة وينعكس إيجاباً على الجوّ العام، أضف إلى هذا أنني لا أتصرف في شكلٍ جامد ومتصنّع أمامه بل أتفاعل معه لنكون على الموجة نفسها، لذلك أعتبر أننا متناسقان في التقديم معاً». يؤخذ على البرنامج أنّه خفيف لدرجة أنّ المشاهد يشعر أنّه يتابع دردشة على الهواء لا تصل إلى مكان عميق، تشرح سلامة أنّ ذلك مقصود وليس نقطة ضعفٍ تحدث من دون انتباه أو من دون علمهم. وعن سبب ذلك توضح أنّ برامج كثيرة تدخل في العمق مع الضيوف، «ونحن نغوص في مواضيع عميقة مع الضيوف أنفسهم في برامج أخرى على شاشة «المستقبل»، ولكن برنامج «طال السهر» بالذات أردناه أن يكون خفيفاً ومسلياً أكثر من كونه عميقاً وجدياً، لأنّنا نعتبر أنّ الناس متعبون من الأمور الجدية ويحتاجون الى الترفيه، وفي النهاية يمكن كل مشاهد أن يختار نوع البرامج الذي يناسبه». ميادين متنوعة برنامج جديد كانت كارين سلامة قد بدأت التحضير له وتنتظر جواباً نهائياً من الإدارة على أساسه يتحدّد موعد تصويره الذي يفترض على حد قولها أن يكون بعد شهر واحد لا أكثر. «أنا متحمسة جداً لهذا البرنامج» تقول، «وهو يدور حول ضيف سيكون من ميادين مختلفة وليس بالضرورة من العالم الفني فحسب»، ثم تنهي كلامها قائلة مع ابتسامة: «أتريد عمقاً في الحديث وفي المواضيع؟ في هذا البرنامج سيغوص المشاهدون إلى الأعماق». وترفض كارين الدخول في أية تفاصيل أخرى عن البرنامج معتبرةً أنّ الأمر ما زال مبكراً حالياً، ولكنّها تنفي أن يكون برنامجاً حوارياً عادياً يُضاف إلى مئات البرامج الحوارية الاجتماعية في عالمنا العربي. وجوابها الوحيد عن موضوع «ما الأمر المميز الذي سنجده في برنامجك؟» عبارة مختصرة مفادها أنّ المشاهدين سيرونها في نمط جديد لم يعتادوه قبلاً. كارين سلامة التي كانت ضمن أسرة «عالم الصباح»، البرنامج الصباحي على شاشة المستقبل، عادت أخيراً إليه بعد غياب عشرة أعوام، «قد يظنّ المرء أنّه اختبر أمراً معيناً ولكنّه لا يلبث أن يكتشف تفاصيل جديدة في كلّ مرّة، فبعدما عدت إلى التقديم في «عالم الصباح» شعرت أن جوانب عدة من شخصيتي تمّت الإضاءة عليها». وتشرح أنّ هذا البرنامج يساعد الإنسان كي يستفيد من خبرة حياته اليومية لتوظيفها في التقديم وفي طرح الأسئلة، إضافة إلى كونه يوصل صورتها إلى فئة جديدة من المشاهدين قد لا يكونون من متابعي البرامج المسائية، وتوقيته يلائم وقتها بخاصّة بعدما صارت لها طفلة وعائلة خاصّة بها. هل يتغيّر أداء الإعلامية بعد الإنجاب، وهل تبدّل الأمومة في طريقة تصرّفها وفي نوعية أسئلتها؟ تجيب كارين بصوت دافئ وخافت: «كلّ شيء يتغيّر في حياة المرأة بعد الإنجاب ويصير للحياة طعم آخر. أنا شخصياً لم أعد أتوقّف عند صغائر الأمور وعند الأقاويل والإشاعات والأخبار الفارغة. أفضّل أن أستهلك طاقتي في العناية بعائلتي وفي الاهتمام بعملي، وينعكس ذلك على الشاشة نضوجاً وخبرة وراحة في التعامل مع الضيوف كما مع الزملاء». توافق سلامة أخيراً على أنّ برنامج «بابابوم» الذي قدّمته لم يحصد النجاح اللازم، أمّا سبب ذلك فيعود، بحسب رأيها، إلى سوء في التوقيت، «ولكنّني أعتبر أنّني قمت بعملي كما يجب من دون زيادة ولا نقصان، فلم يكن ممكناً إضافة شيء إليه لأنّه خاضع لتصميمٍ أجنبي يجب اتّباعه، مع العلم أنّه لم يأخذ حقّه». اعتبر البعض أنّ السبب الأساس في عدم نجاح هذا البرنامج لم يكن فقط سوء التوقيت بل غياب الحبكة التي من المفترَض أن تشدّ المشاهدين إليه، على هذا تردّ كارين أنّ مشكلة حبكته تعود الى الأجانب الذين ألّفوا الفكرة، أمّا عن سبب اختيار هذا البرنامج بالذات مع وجود الثغرات فيه فتقول إنّ هذا السؤال يجب توجيهه الى الإدارة.