قال وزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار إن بلاده سترفع أعداد قواتها المرابطة في أفريقيا الوسطى، لحماية مقار المنظمات الدولية هناك. وأوضح مزوار في ختام محادثات أجراها مع موفد منظمة التعاون الإسلامي الى أفريقيا الوسطى الشيخ تيديان غاديو، ان قرار تعزيز القوات المغربية يهدف إلى ضمان الاستقرار واستتباب الأمن في البلد الذي تمزقه الصراعات العرقية والدينية. ودعا الوزير المغربي اطراف الصراع في بانغي إلى الحوار والمصالحة ل «الخروج من النفق المظلم الذي يهدد بتقسيم» البلاد. ورأى أن وقف الاقتتال يشكل المدخل الطبيعي لمعاودة بناء الثقة المفقودة، على أن تليه إجراءات عملية لعودة المؤسسات الشرعية. وحذر مزوار من أخطار التجزئة التي استشرت في الجسد الأفريقي، وكذا أخطار الغلو الديني والتطرف والإرهاب. وأتى القرار المغربي عقب محادثات أجراها الجنرال دوكور دارمي بوشعيب عروب، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية في المغرب، والجنرال ديفيد رودريغيز، قائد القيادة الأميركية لأفريقيا (أفريكوم) الذي يزور المنطقة. وأفاد بيان رسمي أن المحادثات تناولت مجالات التعاون العسكري بين الرباط وواشنطن، خصوصاً في ما يتعلق بقوات «أفريكوم» التي تبدي اهتماماً متزايداً بتطوير انفتاحها على الدول المغاربية، على خلفية تداعيات تدهور الوضع الأمني في ليبيا، ورصد تنامي التنظيمات الإرهابية في الساحل جنوب الصحراء. وعلى رغم عدم وجود مؤشرات الى تنسيق مغربي - أميركي محتمل في مواجهة تلك التهديدات، فإن تنفيذ السلطات المغربية خطة استنفار وتأهب شملت نشر صواريخ مضادة للطائرات وأجهزة متطورة حول منشآت حيوية في مدن مغربية عدة، يعكس حجم المخاوف من تداعيات الأزمة الليبية. وتسربت في غضون ذلك، معلومات عن رفض المغرب هبوط طائرة آتية من ليبيا لدرء أخطار محتملة. ويزور رودريغيز الجزائر ل «تنسيق أمني» حيال الأزمة في ليبيا. وعن أسباب غياب الرباط عن اجتماع دول الجوار الليبي في القاهرة، أفادت مصادر أن الدعوة لم توجه إلى المغرب الذي تربطه حدود مباشرة مع ليبيا. ولا تنظر الرباط بارتياح الى هذا التوجه، على خلفية مساعٍ استبعدتها من المشاركة في اجتماعات عسكرية وأمنية وديبلوماسية كانت استضافتها الجزائر حول الأزمة في مالي. لكن الإعلان عن تعزيز القوات المغربية في إفريقيا الوسطى إلى جانب قوات فرنسية، يوحي باستعداد المغرب لدعم جهود الأممالمتحدة لحفظ السلام في أي منطقة. ويستند المغرب في ذلك إلى مبادرة سابقة، لدى اقتراحه على مجلس الأمن خطة التدخل العسكري في مالي إبان رئاسته إحدى دورات مجلس الأمن.