انتقد المغرب بشدة تعرض القائد السابق للمنطقة الجنوبية المفتش العام للقوات المسلحة الجنرال دوكور دارمي عبد العزيز بناني إلى «معاملة سيئة» في المستشفى العسكري في باريس، حيث يخضع للعلاج. واجتمع المدير العام للدراسات والمستندات (جهاز الاستخبارات الخارجية) محمد ياسين المنصوري مع السفير الفرنسي في الرباط شارل فري أول من أمس، وأبلغه رسمياً استياء واحتجاج بلاده لهذا التصرف. ووصف بيان رسمي الحادث بأنه «اعتداء معنوي جبان» كان الجنرال بناني ضحيته في غرفته في مستشفى «فال دوغراس» وقام به الضابط المنشق مصطفى أديب، الذي قدم إلى المستشفى يحمل باقة ورد ذابلة أرفقها برسالة حادة اتهمت بناني بالضلوع في الحرب وغض الطرف عن تجاوزات في القطاع الذي كان يرعاه، ما اعتبرته السلطات إهانة للمؤسسة العسكرية. وكان الضابط أديب بعث تقارير بشأن تجاوزات حصلت في بعض المناطق، لكن القضاء العسكري أدانه بتهمة عدم الانضباط والانحراف عن التزامات التحفظ سارية المفعول داخل الجيش، ما دفعه إلى مغادرة البلاد بعد قضاء فترة رهن الاعتقال، وانضم إلى حركات شبابية معارضة خارج البلاد. واتهمت السلطات المغربية حينها جهات خارجية بالتحريض على العصيان. إلى ذلك، أبلغ السفير المغربي في باريس شكيب بن موسى السلطات الفرنسية احتجاج الرباط على التعدي على بناني. وشرع وفق بيان رسمي باتخاذ «إجراءات تنديدية»، إذ اعتبر المغرب الموقف خطراً للغاية «من حيث طابعه الاستفزازي تجاه شخصية مغربية سامية» تخضع للعلاج في باريس. من جهة ثانية، ندد رئيس الحكومة المغربية عبد الإله بن كيران بالحادث الذي وصفه في اجتماع حكومي بأنه «سلوك استفزازي» غير مقبول.