دعا رئيس الحكومة اللبناني السابق سعد الحريري الى التوجه الى مجلس الأمن عندما يقصف الجيش السوري البلدات اللبنانية، معتبراً أن الموقف الرسمي من الانتهاكات السورية للأراضي اللبنانية معيب، واصفاً مواقف الحكومة بأنها ملتبسة، فيما رأى أن موقف رئيس الجمهورية ميشال سليمان كان متقدماً. وجدد الحريري، في حديث الى «الحياة» في باريس، رفض الاتهامات الموجهة الى فريق 14 آذار بمد المعارضة السورية بالسلاح، مؤكداً ان دعمه للشعب السوري هو دعم سياسي وإعلامي وإنساني. لكنه قال: «لا يمكن لهذا النظام أن يقوى على كل تضحيات الشعب السوري. هذا النظام لا يمكن أن يبقى». وقال الحريري ان سقوط النظام السوري سيظهر حقيقة من اغتال الرئيس رفيق الحريري وما كان دور هذا النظام في الجريمة. وأكد استمرار هذا النظام في التدخل في الشؤون اللبنانية عبر حلفائه، مشيراً الى كشف مخطط التفجير الذي كلف به الوزير والنائب السابق ميشال سماحة. وأضاف: «لديهم أدوات كثيرة». وفي الموضوع الحكومي اللبناني جدد الحريري المطالبة برحيل الحكومة، مؤكداً أن قوى 14 آذار جاهزة لمثل هذا الاحتمال «ولن يحدث شيء» إذا رحلت. وقال إن الذي يقرر عدم الاستقرار هو الفريق الذي يملك السلاح. وأعاد التذكير بأنه لم يطرح الموضوع الحكومي مع رئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط أثناء لقائمهما الأخير في باريس. وإذ «أقر الحريري بوجود الاحتقان السني - الشيعي» وحذر من الكلام الطائفي، رأى «ان في لبنان شبكة أمان ما دام هناك رجال لن يسمحوا بوصول الانفجار الى الشارع ولن نسمح بأن يحدث هذا الشيء في لبنان. ومن يخرق أمن لبنان وسلامته سأكون سيفاً في وجهه». ووصف الكلام عن إدخال سلاح الى المخيمات الفلسطينية في لبنان لقتال «حزب الله» بعد سقوط النظام السوري بأنه «أكاذيب»، مدرجاً ذلك ضمن محاولة تأزيم الأمور في لبنان، على رغم ثقته بأن لا أحد يريد تأزيم الوضع في لبنان. كما جدد رفض قانون الانتخابات الذي أقرته الحكومة، معتبراً أنه سيء وسيكون لقوى 14 آذار موقف موحد في شأنه. ورفض تحديد موعد لعودته الى بيروت التي ستكون «في الوقت المناسب»، واعداً بشرح كل أسباب ابتعاده عنها يوماً ما، لكنه أكد ان مشاكله المالية في طريق الحل وأنه يتابع تصحيح الأمور عن كثب بعدما أصابت الخضة الاقتصادية العالمية أعماله في مكان ما. وأكد الحريري في حديثه الى «الحياة» الرواية التي تقول إن الرئيس السوري بشار الأسد أبلغ الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، أنه لن يقبل به رئيساً لوزراء لبنان، فيما كان هو (الحريري) في طريقه للاجتماع مع ساركوزي (في كانون الثاني/ يناير 2011) وأن الأخير نقل اليه هذا الموقف عندما اجتمع معه. وقال الحريري إن إيران لم تترك مكاناً لم تتدخل فيه من لبنان الى سورية واليمن والبحرين والعراق و»الحرس الثوري» يقول أنه يرسل قوات للدفاع عن النظام السوري. في موازاة ذلك، هاجم رئيس «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد في مؤتمر صحافي في بيروت مذكرة قوى 14 آذار الى رئيس الجمهورية ميشال سليمان المطالبة باعتبار السفير السوري شخصاً غير مرغوب فيه، وبمساعدة قوات الأممالمتحدة للبنان في ضبط الحدود مع سورية. ونبه رعد الى «مخاطر مضامين هذه المذكرة»، معتبراً أن «هدفها التغطية على تورط فريق 14 آذار ومشاركته في العدوان على سورية بالمال والسلاح والمقاتلين والتحريض الإعلامي وبالتواصل المباشر مع المجموعات المسلحة في سورية». وقال إن فريق 14 آذار لم يرفع طوال السنوات الماضية أي مذكرة لرئيس الجمهورية أو أي هيئة إقليمية أو دولية عن الخروق والانتهاكات والاعتداءات الإسرائيلية التي قال إنها بلغت 21980 خرقاً منذ العام 2006.