أدى تجدد القصف السوري على عدد من البلدات المحاذية للحدود اللبنانية - السورية في عكار بعد منتصف ليل أول من أمس الى نزوح عدد من الأهالي عن بعض القرى. وسقطت القذائف بكثافة في البساتين وبين المنازل في قرى منجز والنورة وخراج الكواشرة وتسببت بخسائر مادية وانفجر بعضها قريباً من المنازل. وجاء القصف بعد ساعات قليلة من اعلان المكتب الإعلامي لرئيس الجمهورية ميشال سليمان أنه تبلغ من قائد الجيش العماد جان قهوجي، بعد الاتصالات مع الجانب السوري، أن الأخير اعتذر عن الخطأ الذي أدى الى القصف يوم الجمعة الماضي و «تعهد عدم تكراره». وتعد قوى 14 آذار مشروع مذكرة عن الخروق السورية للحدود مع لبنان ولما تعتبر تدخلات النظام السوري في لبنان تتناول فيها وقائع القصف الذي يحصل على الأراضي اللبنانية، ودخول القوات السورية النظامية لتفجير منازل أو توقيف أشخاص. وتفند المواقف السورية في هذا الصدد بدءاً بالمذكرة السورية الى الأممالمتحدة التي اتهمت لبنان بإيواء الإرهاب وصولاً الى ملف اتهام الوزير السابق ميشال سماحة ورئيس مكتب الأمن الوطني السوري اللواء علي الملوك بالتخطيط لتفجيرات في لبنان. وسترفع المذكرة التي ينتظر أن يكتمل توقيعها من جميع نواب قوى 14 آذار في الساعات المقبلة، الى الرئيس سليمان باعتباره رأس الدولة. وقال مصدر في قوى المعارضة ل «الحياة» إنها قررت التوجه الى سليمان «لأن الحكومة لا تقوم بأي خطوة في مواجهة الخروق السورية وحماية البلد من التعديات على سيادته وأمنه». وذكر المصدر أن المذكرة ستكرر، بعد أن تستند الى مواد في القانونين اللبناني والدولي، كل المطالب التي طرحتها قوى 14 آذار في الآونة الأخيرة من طرد السفير السوري في لبنان الى تعليق العمل بالاتفاقات، خصوصا القضائية والأمنية مع سورية، وصولاً الى المطالبة بتولي قوات الأممالمتحدة العاملة في لبنان استناداً الى القرار الدولي 1701 مراقبة الحدود الشمالية والشرقية. كما تطرح المذكرة أن يطلب لبنان من المحكمة الدولية الخاصة بلبنان أن تشكل جريمتي محاولتي اغتيال رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع والنائب بطرس حرب ضمن صلاحياتها باعتبارهما متصلتين بتفويض المحكمة في اغتيال الرئيس رفيق الحريري. وأشار مصدر قيادي آخر في قوى 14 آذار الى انها ستبدأ منتصف هذا الأسبوع سلسلة لقاءات تشاورية موسعة لقادتها لإطلاق نقاش سياسي حول المرحلة المقبلة، استناداً الى التطورات الإقليمية ولا سيما في سورية والاستحقاقات التي تترتب على لبنان، ولتنسيق المواقف منها. وأوضح المصدر أن حلفاء النظام السوري في لبنان يظهرون أنهم أخذوا يحضرون أنفسهم لمرحلة التغيير في دمشق، وعلى فريق 14 آذار بدوره أن يوحد رؤيته للمرحلة المقبلة ويبدأ بتنسيق الموقف والقراءة بين قياداته. وتوقفت مصادر قيادية في «القوات اللبنانية» أمام ما جاء في خطاب رئيس الحزب سمير جعجع أول من أمس عن دور المسيحيين في الربيع العربي معتبرة أنها من الخطوات الهادفة الى حث المسيحيين في لبنان والدول الأخرى الى التأقلم مع الثورات العربية والانخراط فيها لأن هذا الانخراط هو الذي يثبت دورهم التاريخي في المنطقة وكعامل أساسي في نمو الديموقراطية فيه. في المقابل، اعتبر نائب رئيس المجلس التنفيذي في «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق أنه «لم يعد هناك من أسرار في لبنان. توجد قواعد عسكرية تنطلق منها الهجمات العسكرية ضد المواقع السورية بتغطية وتسهيل من قيادات 14 آذار وامتداداتها في المواقع الأمنية وإدارات الدولة. وهناك أجهزة أمنية رسمية تسهل عمل المسلحين من لبنان لاستهداف سورية، والمستقبل سيثبت ان قوى 14 آذار تتحمل كامل مسؤولية تداعيات هذا التورط». من جهة أخرى، لفتت أمس زيارة قائد القيادة الوسطى الأميركية الجنرال جيمس ماتيس لبنان حيث التقى قائد الجيش العماد جان قهوجي يرافقه وفد عسكري. وأفادت معلومات رسمية بأن البحث تناول العلاقات بين الجيشين، و «سبل تطوير برنامج المساعدات الأميركية المقررة للجيش اللبناني، بالإضافة إلى مواضيع أخرى ذات اهتمام مشترك». وأعلنت السفارة الأميركية في بيان، أن البحث تناول «مواضيع لبنانية وإقليمية، وعبّر الجنرال ماتيس عن تقديره للتعاون العسكري القوي والمستمر بين البلدين وشدد على دعم الولاياتالمتحدة مبادرات لبنان لتطبيق التزاماته بموجب قرار مجلس الأمن 1701». وأضاف البيان أن ماتيس «جدد التزام الولاياتالمتحدة بلبنان مستقر، وسيّد، ومستقل. كما شدد على جهد القيادة المركزية الأميركية المستمر لتقوية قدرات الجيش اللبناني مدركاً أهميته كقوة الدفاع الشرعية الوحيدة لتأمين حدود لبنان والدفاع عن سيادة الدولة واستقلالها». وفي باريس، يستقبل وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس مساء غد الثلثاء الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري الذي وصل أمس الى باريس. وهو اللقاء الأول بين الحريري ومسؤول كبير في الإدارة الفرنسية الجديدة. يذكر انه خلال زيارة فابيوس الأخيرة لبنان، زار ضريح الرئيس السابق للحكومة رفيق الحريري في وسط بيروت.