تداعى نواب عكار والشمال وذوو الشيخين محمد عبدالواحد وحسين مرعب اللذين قتلا في بلدة الكويخات في عكار برصاص الجيش اللبناني، وأعضاء الأمانة العامة في «قوى 14 آذار» الى اجتماع طارئ يعقد اليوم في مقر الأخيرة في الأشرفية للنظر في القرار الذي صدر أمس عن محكمة التمييز العسكرية برئاسة القاضي المناوب الياس نايفة بتخلية سبيل الضباط الثلاثة في حادثة مقتل الشيخين مقابل كفالة مقدارها 300 ألف ليرة لكل منهم بعد أن فسخ قرار قاضي التحقيق العسكري الأول رياض أبو غيدا إعادة توقيفهم. وعلمت «الحياة» من مصادر رفيعة المستوى في 14 آذار أن اجتماع اليوم تقرر بناء لرغبة زعيم «تيار المستقبل» رئيس الحكومة السابق سعد الحريري الذي سارع الى تكثيف اتصالاته فور صدور القرار بدءاً بذوي الشيخين ونواب عكار والشمال وانتهاء بقيادات 14 آذار وفاعليات عكار من روحية وسياسية. ووفق المعلومات، فإن أهمية هذا الاجتماع تكمن في أن الحريري سارع الى التدخل بغية ضبط الوضع وقطع الطريق على احتمال حصول رد فعل على قرار تخلية سبيل الضباط الثلاثة، وبالتالي رغب في إشراك الجميع للسعي من أجل ضبط الوضع وعدم الإخلال بالاستقرار العام في الشمال بعامة وعكار بخاصة، لا سيما أن البعض في الشمال يحاول الالتفاف على الجهود الرسمية والسياسية التي أدت الى وقف الاقتتال بين باب التبانة وبعل محسن في طرابلس. وأكدت مصادر مواكبة للاتصالات التي أجراها الحريري أن الأخير يشدد على ضبط رد الفعل وعدم توفير الذريعة لمن يحاول التشويش على زيارة البابا بنديكتوس السادس عشر للبنان التي تبدأ الجمعة في 14 الجاري وتستمر حتى السادس عشر منه؛ لما لهذه الزيارة من دور في تأكيد التعايش المسيحي - الإسلامي، خصوصاً في ظل التأزم الحاصل في سورية. وفي المواقف قال عضو كتلة «المستقبل» النائب محمد كبارة إن «الإفراج عن الضباط الثلاثة مهين لأهل الشهيدين المغدورين، ولمنطقتهما، ولطائفتهما». وسأل: «لماذا هذا الغباء والاستخفاف، أوترى لماذا هذا التآمر؟ صارت كفالة إطلاق متهم بقاتل شيخين هي 300 ألف ليرة لبنانية؟ وهل الاطلاق المهين حلقة جديدة من مؤامرة ضرب السنّة بالجيش والعكس؟». ووصف عضو الكتلة نفسها النائب خالد الضاهر إخلاء سبيل الضباط ب«الإجراء المشبوه قبيل زيارة البابا لبنان، وكأن ثمة من يُريد إفشالها». وأوضح الضاهر انه «تم التواصل من قِبَل أعلى القيادات مع أهالي الشهيدين، والأهالي مستاؤون من هذا الإجراء الذي تم وفعاليات المنطقة تعمل على تهدئة النفوس»، معلناً ان قوى 14 آذار «ستتخذ اليوم إجراءات تُليق بمكانة الشيخ عبدالواحد». في سياق آخر، زار وفد من «تيار المستقبل» برئاسة أمينه العام احمد الحريري يرافقه النائب جان أوغاسبيان وآخرون البطريرك الماروني بشارة الراعي في الديمان. وأطلع الوفد البطريرك على استعدادات «تيار المستقبل» وتحضيراته لزيارة البابا بنيديكتوس السادس عشر للبنان. وتحدث الحريري عن قانون الانتخاب، وقال: «موضوع النسبية لا يمكن أن يطبق مع السلاح والعضلات التي نراها على طريق المطار والأجنحة العسكرية وغيرها. فإن كنا نرى هذه الأجنحة وهذه العضلات في قضايا كهذه فكم بالحري عند الانتخابات هل نرى غداً مرشحاً في النبطية والهرمل، مثلاً، وفق قانون النسبية في وجه «حزب الله»؟ إن قانون النسبية الذي يقدمه الفريق الآخر سرقة»