اعلنت وزارة الثقافة اليونانية اكتشاف فسيفساء تكسو ارض مدخل القبر الاثري المجهول صاحبه الذي اكتشف في اليونان في امفيبوليس في منطقة مقدونيا (شمال). واوضح بيان صادر عن الوزارة انه "بعد ازالة الجدار الذي كان يسد مدخل القبر كشف عن ارضية مكسوة بالفسيفساء مؤلفة من اشكال مربعة ومستطيلة ومحاطة بمعينات بالابيض والاسود"، مضيفاً ان "الاعمال تتواصل لتنظيف داخل القبر وتدعيم المدخل". وكان الاعلان قبل اسبوعين عن اكتشاف قبر ضخم يعود الى الحقبة الهيلينية في مرحلة الاسكندر المقدوني اي 330 الى 300 سنة قبل الميلاد قد اثار تكهنات كثيرة حول محتوى القبر الواقع على بعد 600 كيلومتر شمال شرق اثينا. وكان رئيس الوزراء انطونيس ساماراس توجه الى الموقع في 12 آب (اغسطس) وقال "نحن امام اكتشاف مهم جدا في مقدونيا وهي منطقة تستمر بمفاجأتنا بكنوزها الفريدة". وبدأت الاعمال في هذا الموقع قبل سنتين وتوقفت خلال الشتاء بسبب نقص الاموال قبل استئنافها في حزيران (يونيو) بفضل مبلغ مئة الف يورو قدمته وزارة الثقافة اليونانية. وكانت منطقة مقدونيا، ذات الغابات والبحيرات والانهر ومناجم الذهب والفضة، تشكل القلب النابض لامبراطورية الاسكندر المقدوني (356-323 قبل الميلاد) والذي غزا اجزاء واسعة من العالم. ويرجح العلماء ان شخصية مرموقة من تلك الحقبة ترقد منذ 25 قرنا في هذا المكان، تحت قبة ارتفاعها ثلاثة امتار، يحميها سور يمتد على 497 مترا مصنوع من رخام مصدره جزيرة ثاسوس المجاورة. وتشير التكهنات الاولية الى انه يضم رفات روكسانا، زوجة الاسكندر الفارسية، او اولمبيا والدته، او احد المقربين منه او أحد كبار قادته العسكريين. والاسكندر المقدوني، الذي تلقى علومه وهو فتى على ارسطو، حكم واحدة من أكبر الامبراطوريات في العالم القديم وهو في سن الثلاثين، وكان ملكه يمتد من البحر الايوني الى جبال الهملايا. ويستبعد علماء الاثار تماما ان يكون هذا القبر عائدا له اذ يقول المؤرخون انه توفي في بابل ونقلت رفاته لتدفن في الاسكندرية في مصر من دون العثور على اي ادلة حتى الان تدعم هذا الطرح.