اتهم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الدول التي تزود طرفي النزاع في سورية بالأسلحة بأنها «تزيد شقاء» السوريين، في حين طلب المبعوث الدولي – العربي الجديد إلى سورية الأخضر الإبراهيمي «دعم الأسرة الدولية» لمهمته، وإن رسم صورة قاتمة للوضع، معتبراً أن الخسائر البشرية «تثير الذهول» والأضرار المادية «كارثية». وفي أول كلمة له في الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ تعيينه موفداً خاصاً للجامعة العربية والمنظمة الدولية، حذر الإبراهيمي من أن الوضع في النزاع المستمر منذ 18 شهراً «يتدهور باستمرار». وأضاف أن تنسيق المعالجة الدولية للمسألة في سورية «لا بد منه وملح جداً»، موضحاً انه سيتوجه خلال أيام إلى دمشق. وقال في خطاب أمام ممثلي الدول ال 193 الأعضاء في الجمعية العامة في نيويورك إن «حصيلة القتلى تثير الذهول والدمار يقترب من نسب كارثية ومعاناة الشعب هائلة». وأكد أن مهمته «صعبة»، موضحاً أنه سيتوجه خلال أيام إلى القاهرة للقاء الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي لشكره على الثقة التي منحه إياها و»الاستفادة من مشورته وإرشاداته كما استفدت بها منكم». وأضاف: «أتطلع إلى زيارتي المقررة إلى سورية في غضون أيام، وكذلك، عندما تكون الظروف ملائمة وممكنة لزيارة كل الدول القادرة على المساعدة في أن تصبح العملية السياسية بقيادة سورية حقيقة على ارض الواقع». وأكد أن هذه العملية السياسية يجب أن «تقود إلى انتقال يحترم مشروعية تطلعات الشعب السوري ويمكنه بكل استقلالية وديموقراطية من تقرير مصيره بنفسه». وشدد على أن «مستقبل سورية سيبنيه شعبها ولا أحد سواه. إن دعم المجتمع الدولي ملح ولا بد منه، وهو لن يكون فعالاً إلا إذا دفع الجميع في الاتجاه نفسه». وأكد: «لن أدخر جهداً للمشاركة في الجهود الرامية لتحقيق السلام للشعب السوري». وفي كلمته أمام الجمعية العامة دعا الأمين العام للأمم المتحدة الدول الأعضاء إلى تقديم دعم «موحد وفعال» للإبراهيمي، مشيراً إلى أن مهمة الأخير «شاقة لكنها ليست مستحيلة». وأضاف: «من أجل النجاح، هو يحتاج إلى دعمكم الموحد والفعال، لمساعدة المتحاربين على أن يفهموا أن الحل لن يأتي عبر الأسلحة بل بالحوار». ووجه بان أيضاً نداء للتضامن الدولي لمساعدة اللاجئين السوريين. وقال إن البلدان المجاورة «التي فتحت بسخاء حدودها» لاستقبال لاجئين سوريين «في حاجة ماسة إلى مساعدة». وأضاف أن «الوضع الإنساني خطير ويتدهور، سواء في سورية أو في البلدان المجاورة التي تتأثر بالأزمة». وأوضح أن «الحاجات الأشد إلحاحاً هي المياه والمرافق الصحية والملاجئ وأشياء ضرورية مثل الأغطية ومستلزمات النظافة وكذلك المساعدات الطبية العاجلة». ودان إرسال دول أسلحة إلى سورية. وقال إن «الذين يرسلون أسلحة إلى أي من الطرفين لا يفعلون سوى المساهمة في مزيد من الشقاء وفي خطر الوصول إلى نتائج لا يمكن توقعها مع تكثف القتال واتساع رقعته». ولم يسم أياً من الدول التي يتهمها. وتساءل بان: «كم طفلاً سيحضر جنازة والديه وكم من الآباء سينتحبون في جنازات أطفالهم قبل اتفاق كل الأطراف على إنهاء العنف والدمار؟». وأضاف: «طال انتظار الشعب السوري. والآن تبتلع المحركات المعقدة للصراع المنطقة برمتها». وقال سفير سورية لدى الأممالمتحدة بشار الجعفري إن دمشق منفتحة وملتزمة تماماً تجاه مهمة الإبراهيمي في جهوده لوضع نهاية للعنف والتوصل إلى حل سياسي بقيادة سورية للأزمة. ودعا كل الدول الأعضاء لاسيما تلك التي لها نفوذ مباشر على من وصفها بالأطراف الرافضة للحوار السياسي ووقف العنف إلى السير على نهج حكومته ومد يد العون بجدية للإبراهيمي. ودعا الاتحاد الأوروبي أمس أعضاء مجلس الأمن إلى تقديم «الدعم الذي يطلبه» الأخضر الإبراهيمي من اجل إنجاز مهمته. وأجرت وزيرة الخارجية الأوروبية كاثرين اشتون اتصالاً هاتفياً بالإبراهيمي تطرق المسؤولان فيه إلى «الأولوية الفورية المتمثلة في الحد من العنف» في البلد، كما جاء في بيان للناطق باسمها أمس. وأضاف البيان أن «تنسيقاً وثيقاً وعملاً ديبلوماسياً موحداً من جانب المجتمع الدولي يشكلان شرطين مسبقين لنجاح» مهمة الإبراهيمي.