للمرة الأولى في تاريخه نجح الفتح بالتفرد بصدارة دوري «زين»، إذ وسّع الفارق بينه وبين منافسه الشباب إلى ثلاث نقاط، بعد أن تغلب على الأخير بأربعة أهداف في مقابل هدفين، وجرع «حامل اللقب» مرارة الخسارة الأولى بعد سجل دوري نظيف طوال 34 مباراة. جاء ذلك في منافسات اليوم الثاني من الجولة الخامسة لمنافسات دوري «زين»، التي نجح خلالها الأهلي في كسب ضيفه الوحدة بهدفين لهدف، فيما كسب الرائد «دربي بريدة» بهدف نظيف. وفي الجولة ذاتها عاد الاتحاد والأهلي إلى الانتصارات بعد أن تخطى الأولى مضيفه هجر بهدفين نظيفين، فيما تفوق الثاني على ضيفه الوحدة بهدفين في مقابل هدف، وفي المباراة الأخيرة نجح نجران على أرضه في الفوز على الاتفاق بهدف نظيف. الشباب - الفتح باغت الفتح مستضيفه، إذ أثبت لاعبوه قدرتهم على وصول مرمى الخصم وبناء هجمات حقيقة، قبل أن يعود الشباب لأجواء المباراة سريعاً، إذ طالب لاعبوه حكم المباراة باحتساب هدف بعد كرة رأسية على خط المرمى تصدى لها مدافع الفتح (د 8)، وبدت خطوات الفريقين سريعة إذ تبادلا الهجمات، فاعتمد الضيوف على المرتدات في محاولة لإيصال الكرات الطويلة لمحترف إلتون خوزيه، الذي نجح في ترجمة هجمة مرتدة منظمة إلى هدف أول بعد تسديدة قوية من خارج منطقة الجزاء فشل الحارس وليد عبدالله في إيعادها (11). بحث الشبابيون عن التعادل وبدا الاستعجال واضحاً على محاولاتهم، فعلى رغم وصولهم لمرمى الضيوف في أكثر من مرة، إلا أنهم لم ينجحوا في تدارك التعادل قبل الدقيقة ال18 عن طريق كرة عرضية تصدى لها مهاجم الفريق ناصر الشمراني برأسية قوية أجبرت حارس المرمى على إبعادها بشكل خاطئ ليتعادل الشباب. التعادل لم يدم طويلاً، إذ عاود الفتح الاعتماد على المرتدات التي نجح دوريس سالمو في استغلال إحداها وتسجيل هدف ثانٍ (22)، بعد الهدف الثاني حاول الشباب تدارك والوضع والهروب من خطر الخسارة الأولى ما قاده إلى الهجوم السريع، قبل أن يعود الفتح لاستغلال ركلة ركنية نفذها إلتون سجل منها كيمو سيسكو الهدف الثالث (32). وفي الشوط الثاني، بحث الفريق الشبابي عن بداية مثالية لشوط المباراة الثاني إذ سعى لتسجيل هدف باكر يقلص به النتيجة بعد تأخره بفارق هدفين، وكان له ما أراد حينما نجح المدافع وليد عبدربه في تسجيل الهدف الثاني لفريقه مستثمراً عرضية كماتشو من ركلة الزاوية (47). وزاد الضغط الشبابي بعد ذلك، وكاد أن يصل لهدفه ويدرك التعادل بعد رأسية تيغالي المركزة ولولا صحوة الحارس عبدالله العويشير (52). لم يتوقف مد أصحاب الأرض عند ذلك الحد إذ صوب أحمد عطيف كرة قوية، عجز عنها العويشير، ولكن العارضة هي من تصدت للكرة هذه المرة (55). عاود فريق الفتح هجومه في الشوط الثاني بعد سيل من الهجمات الشبابية، ومن كرة ماكرة من البرازيلي إلتون تجاوز فيها أكثر من مدافع وصوبها في الزاوية الضيقة لوليد عبدالله الذي لم يملك أي حل تجاه تلك التسديدة إلا أن يشاهدها وهي تعانق شباكه كهدف رابع للفتح (77). كاد الشباب أن يقلص الفارق بعد إنفراد للأرجنتيني تيغالي عندما سدد الكرة بهدوء وأخذت طريقها للشباك ولكنها ارتطمت بالقائم وسط حسرة «بيضاء» (84). الأهلي - الوحدة لم ترتقِ المباراة في شوطها الأول للمستوى المأمول من الفريقين، بخاصة من الجانب الأهلاوي، إلا أن مخاوف المدرب غاروليم بدأت واضحة، إذ طغى الأداء التحفظي على طريقة أداء لاعبيه، معتمداً على الأسلوب الدفاعي في حال الاستحواذ الوحداوي. وكان المدرب الأهلاوي أعطى لاعبيه التوجيهات بالعودة إلى منتصف ملعبهم في معظم فترات هذا الشوط، في الوقت الذي طغى فيه أداء الضيوف على التحضير في بناء الهجمة، وإن كانت ثمة محاولات فردية من المهاجمين مهند عسيري وسلمان المؤشر شكلت نوعاً من المناوشات غير الفاعلة. وأحكمت الدفاعات الوحداوية تحصيناتها على الرقابة لمفاتيح الفوز الأهلاوي المتمثلة في عماد الحوسني وفيكتور سيموس، غير أن الأخير نجح في تسجيل الهدف الأهلاوي مستفيداً من كرة الحوسني المرتدة من العارضة الوحداوية (31). وانحصر اللعب فيما تبقى من دقائق في منتصف الملعب من دون خطورة على المرميين، بعدما عاد المدرب الأهلاوي لطريقته الفنية المعتمدة على إغلاق منافذه المؤدية إلى مرماه وعدم المبالغة في البحث عن مزيد من الأهداف خشية الارتداد الوحداوي. وفي الشوط الثاني، سيطر لاعبو الوحدة على بدايات الشوط الثاني، سعياً في تسجيل هدف تعادل، وتمكن بالفعل المهاجم سلمان المؤشر من إحراز هدف التعادل لفريق الوحدة (52)، وسرعان ما نجح عماد الحوسني في إضافة الهدف الثاني للأهلي (53)، ولعب الاهلاويون بعد تقدمهم بحذر مع سيطرة كاملة على منطقة وسط الملعب، ونجحوا في قطع الإمداد الوحداوي، في الوقت الذي ظهرت فيه فارق الإمكانات لدى لاعبي الفريق الأهلاوي. وتدخل الحارس الوحداوي عساف القرني في واحدة من الفرص الأهلاوية من موراليس (85)، واستنفد الفريقان تغيراتهما في محاولة للتعديل من الجانب الوحداوي والتعزيز للأهلي، لتخلو الدقائق المتبقية من الفرص الحقيقية منحصراً الأداء في منتصف الملعب. هجر - الاتحاد شهدت الدقائق الأولى أداءً سريعاً من الجانبين، وظهر جلياً مدى رغبتهما في إحراز أهداف وحصد النقاط الثلاث، وتبادل الفريقان الهجوم السريع، إلا أن نجاحات الشقين الدفاعيين في الفريقين، أسهم في عدم دخول هدف لأحدهما، وتخلى مدرب الاتحاد عن أسلوبه الفني المعقد، إذ ركز على الزج بالمهاجم نايف هزازي منذ البداية للعب كرأس حربة، والاعتماد على خمسة في منطقة المنتصف، ما جعل الاتحاد أكثر فاعلية، وسنحت له فرص عدة بداية من قائد الفريق محمد نور، وتلتها تسديدة ديغو دي سوزا من كرة ثابتة، وتصويبة متحركة من محمد أبوسبعان. وسنحت في المقابل الفرصة الأثمن لفريق هجر، عن طريق المهاجم أترام الذي كاد أن يرجح كفة فريقه لولا إنقاذ الحارس الاتحادي مبروك زايد لمرمى فريقه (32)، وإبعاد كرة سانحة للتسجيل عبر اللاعب توفيق بوحيمد تدخل إبراهيم هزازي في الوقت المناسب (40). وتحسن أداء الفريقين كثيراً مع مطلع الشوط الثاني، وفعل الاتحاديون أدوار لاعبي الوسط ليقدم مدويست أمبابي ومحمد نور ومحمد أبوسبعان وسعود كريري مستوى عالياً، واستطاع اللاعب إبراهيم هزازي أن يسجل هدف الاتحاد الأول بكرة خادعة أرسلها من الجهة اليمنى سكنت مرمى هجر (58). وبحث لاعبو هجر عن التعديل وهاجموا من جهات عدة، وكاد محمد خميس أن يدرك التعادل إلا أن مبروك زايد نجح في صد رأسيته (62)، ولجأ الاتحاديون للنقل البيني في منتصف الملعب لامتصاص الحماسة الهجراوية، وتفوق الاتحاد بعدها في وسط الميدان مركزاً مدربهم على انطلاق الهجمات من الجهة اليمنى، ومنعت الدفاعات الهجراوية هدفاً محققاً للاتحاد إثر فرصة تلقاها محمد نور من ركلة زاوية (75). وأضاع نايف هزازي ركلة جزاء للاتحاد بعدما سدد الكرة في القائم الأيمن لمرمى منصور النجعي (88)، وعوض الهزازي بتسجيله هدف ثانٍ (90). نجران - الاتفاق بحث الضيوف عن هدف باكر، من خلال فرض السيطرة الميدانية، إلا أن التكتلات الدفاعية لأصحاب الأرض أبطلت معظم محاولات الاتفاق، ما اجبر لاعبو الضيوف على التسديد من خارج المنطقة، بغية كسر الحصون الدفاعية، وأرسل يحيى الشهري أول تهديد حقيقي عبر تصويبة تصدى لها حارس نجران (14)، فيما فشل مهاجمو نجران في تشكيل أية خطورة على مرمى صالح عبدالله. وفي الشوط الثاني، تحرك أصحاب الأرض وبدأوا في تنظيم الهجمات، مع إعطاء الجوانب الدفاعية المساحة الأكبر من خلال تراجع غالبية لاعبيه لإيقاف تفوق الوسط الدفاعي، وعلى رغم وفرة الهجمات الاتفاقية، إلا أن حارس نجران وفق في حماية مرماه، وأضاع يوسف السالم فرصة التقدم لفريقه من كرة انفرادية (59)، ورد حارس نجران الصيعري كرة كانت في طريقها للمرمى، وطالب الاتفاقيون بركلة جزاء بعد إعاقة تعرض لها يوسف السالم (60). وعلى عكس مجريات اللقاء تمكن مهاجم نجران حمزة القروع من تسجيل هدف التقدم لفريقه (70).