اعتمد وزير الشؤون البلدية والقروية الأمير الدكتور منصور بن متعب، محاضر ترسية أربع مشروعات تطويرية وتراثية لأمانة الأحساء، بكلفة تُقدر بنحو 10 ملايين ريال. بينها مشروعان لتطوير أجزاء من وسط مدينة الهفوف التاريخي. وأوضح أمين الأحساء المهندس فهد الجبير، أن هذه المشروعات تشمل مشروع الأعمال التراثية لتطوير حي الحلة التاريخي في وسط مدينة الهفوف، ومشروع الأعمال التراثية لتطوير سوق المحاسنة الشعبي في حي الرفعة وسط الهفوف. كما تشمل استكمال تطوير إنارة الطرق الرئيسة في مدينة الجفر وقراها، وسفلتة وإنشاء الأرصفة وتركيب أعمدة الإنارة في قريتي بني معن والبطالية. وأكد الجبير، سعي أمانة الأحساء «لإبراز المعالم التراثية للأحساء الغنية بالعمق التاريخي، والحفاظ على هويتها الاقتصادية والعمرانية»، معتبراً مشروع تطوير وسط الهفوف التاريخي «واحداً من المشاريع المهمة التي تقوم بها الأمانة، إذ يسهم في ربط الرموز والمعالم المعمارية التاريخية في قلب مدينة الهفوف النابض مع بعضها البعض، مثل قصر إبراهيم، وبيت البيعة، والمدرسة الأميرية، ومسجد الجبري، وسوق القيصرية، وشارع الحداديد». وأضاف «خلصت الدراسات الخاصة بتطوير وسط الهفوف التاريخي إلى حتمية العمل على تطوير واجهات المباني في شارع الحداديد، لتأخذ المباني في وسط الهفوف الطابع المعماري المحلي، كون هذا الشارع يربط أسواق القيصرية والفاضلية والحرفيين المقرر إنشاؤه قريباً. ويضم شارع الحداديد خليطاً من النشاطات التجارية، معظمها أعمال حرفية، مثل الحدادين». ويعتبر شارع الحداديد من أقدم الشوارع في الهفوف. ويشكل «تجمعاً تجارياً هاماً، استقطب طوال تاريخه أرباب المهن والحرف اليدوية المختلفة وزبائنهم. ومن أبرزهم ممتهنو مهنة الحدادة». ويقع الشارع في محاذاة الضلع الجنوبي لسوق القيصرية التراثي/ أقدم الأسواق على ساحل الخليج العربي. واعتمد المشروع في تطويره على أن يأخذ نفس الطابع التصميمي الأصلي، الذي يحده محال تجارية ودكاكين على الجانبين، وفصله عن الحركة المرورية، والإفساح للمشاة ولمرتادي السوق. ويتم دخول الشارع عبر الدروازة. وهي بوابة تمثل المدخل الرئيس للمحور، روعي في تصميمها الطابع المعماري التراثي للأحساء، الذي ينسجم مع تصميم سوق القيصرية المتجسد في حائط مرتفع ذي أقواس تزينها الزخارف وتعلوها نوافذ خشبية ومشربيات ترتفع تحت عارضات خشبية، وينتهي جدارها من الأعلى بأفاريز مزخرفة «حمائم» ومزاريب وتيجان. وستكون واجهات المباني والمحال المطلة على الشارع منسجمة مع العناصر المعمارية، وتمتزج الألوان مع روح الشارع ليشكل جزءاً من النسيج العمراني المحيط به.