لا يمكن إنكار الفارق الفني الذي يفصل نادي الشباب عن الأندية حوله، وعلى رغم أن المشوار لا يزال في أوله، إلا أن «الليوث» أظهروا مع كل مناسبة قدراتهم وعلو كعبهم، لذلك بدت انتصاراتهم في كثير من الأحيان سهلة. المدرب البلجيكي ميشيل برودوم أضحى اليوم حديث الوسط الرياضي نظير ما تمكن من تحقيقه خلال أقل من عام ونصف العام، فالفريق لم يخسر معه أي لقاء دوري حتى اليوم -«قبل لقاء الوحدة»-، فيما خطف لقب البطولة الموسم الماضي، وهو بلا شك مدرب قادر على صناعة الفارق. لكن ما توافر لبرودوم في السعودية لم يتوافر لسواه فهذا المدرب بات الوحيد، ربما الذي لم يرفض له مطلب فني فكل الأسماء التي طالب إدارته بالتعاقد معها أمست حاضرة، إذ تسلم برودوم زمام الأمور كافة، وبات أقرب إلى كونه المالك الوحيد للقرار في الشباب، هذه الفرصة منحته احساساً مضاعفاً بالمسؤولية، يدفعه دائماً لتقديم المزيد. طوال أعوام اشتكى جل المدربين الذين عملوا مع الأندية السعودية من كثرة التدخلات الإدارية، وربطوا تردي النتائج بهذه التدخلات، وما أنتجته من قرارات قادت الفرق إلى خسارة البطولات، فأحياناً تدفع الرغبة في الظهور، وحب الانفراد بالقرار، ونشوة السلطة إدارياً في النادي إلى إبعاد المدرب عن الكثير من الأحداث حتى قرارات التعاقدات ليجد المدرب نفسه أمام واقع غير قابل للتغيير، كما حدث مع دول في الهلال الموسم الماضي حين وجد ناديه قد سبقه بالتعاقد مع مهاجمين ولاعبي وسط. رئيس نادي الشباب خالد البلطان عرف الوسط الرياضي جيداً، و«أعطى الخباز خبزه»، فترك لبرودوم حرية القرار بموازنة مفتوحة، وتولى هو مسؤولية المفاوضات، والمفاوضات فقط، من دون أن يغوص في تفاصيل العمل الفني فهو مقتنع أن مدرباً بهذا الحجم قادر على اتخاذ كل القرارات الفنية بمعزل عن أي أحد آخر. هو العمل الإداري الأبسط، لكنه الأذكى، ذلك الذي صنع الشباب، فالمطلوب أسهل بأكثر مما نعتقد، المطلوب أن نترك المدربين يعملون بعيداً عن اداريين يتدخلون في التفاصيل، على رغم أنهم لم يلعبوا يوماً كرة القدم، المطلوب أن نحسن اختيار المدربين، ونصمت بعدها مع توفير كل الامكانات المادية اللازمة لتسيير أمور النادي، إما أن يفعلوا ذلك، أو يتركوا العمل الإداري لغيرهم. [email protected] adel066@