أجرى رئيس كتلة «المستقبل» النيابية في لبنان فؤاد السنيورة امس، اتصالاً هاتفياً برئيس المجلس النيابي نبيه بري ثمّن فيه، وفق بيان لمكتب السنيورة الاعلامي، الكلمةَ التي ألقاها بري اول من امس في النبطية، في مهرجان ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر ورفيقيه، «لما تضمّنته الكلمة من تشديد على الوحدة الوطنية والاسلامية ونبذ للفتنة وحض على المصلحة العربية العليا». وأمل السنيورة خلال اتصاله «أن تكون هذه الكلمة منطلقاً للمتابعة والتواصل في المستقبل». وقالت مصادر الرئيس السنيورة ل «الحياة»، إن الاخير أبلغ بري أنه سيزوره قريباً «لشرب فنجان قهوة»، وأبلغه بأنه سيصدر بياناً للإعلام حول الاتصال.وأوضحت مصادر السنيورة أن مواقف بري الاخيرة «تميزت بالجرأة، خصوصاً في النداء الذي كان وجّهه حيال المجالس العسكرية، في وقت كان من المنتظر ان يصدر هذا الموقف عن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله». ولفتت المصادر الى ان «موقف بري يتقاطع مع موقف المستقبل، خصوصاً حين قطع امام مسجد بلال بن رباح الشيخ أحمد الأسير طريق صيدا باتجاه الجنوب، فاتخذ السنيورة مع فاعليات صيدا موقفاً ضد قطع الطرق، وكذلك فعل بري من خلال الموقف الذي اتخذه ضد قطع الطرق وضد الخطف». واعتبرت المصادر أن بري «حين يتخذ هذا الموقف، فإن كلمته مسؤولة وتأخذ في الاعتبار الوضع في البلد والمنطقة، وهو في مواقفه يعكس توازناً ونبذاً للفتنة، كما أنه في خطابه لم يقل إن الثورة السورية إرهاب، كما لم يقل إن بشار الاسد باق، وهو ينادي داخلياً بالدولة ونبذ الفتنة، ويعتبر ان مرجع الناس الدولة، وكل ذلك يمثل تقاطعاً مع مواقف المستقبل». وكانت كلمة الرئيس بري لقيت تنويهاً نيابياً، فاعتبر عضو كتلته النيابية (التنمية والتحرير) أنور الخليل، ان الكلمة تضمنت «جرس إنذار كبير لما يحيط بنا داخلياً وإقليمياً من مخاطر علينا التنبه منها والاستعداد لمواجهتها بروح من التضامن الوطني». ورد عضو كتلة «المستقبل» النيابية نهاد المشنوق على كلام نائب الأمين العام ل «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم الذي اعتبر أن دعوة الحكومة لدرس إمكان الاستفادة من قوات «يونيفيل» لتعزيز قدرات الجيش اللبناني في ضبط الحدود الشمالية والشرقية مع سورية، هي مشروع إسرائيلي - أميركي تدفع باتجاهه قوى «14آذار». وقال: «لن أدخل في مطولات قانونية في الرد على الشيخ قاسم، أو تقديم الحجج التي تؤكد شرعية ما ذهبت إليه كتلة المستقبل في بيانها الأخير وهي دعوة من صلب القرار 1701 الذي وافق عليه حزب الله في جلسة 12 آب 2008 لأن «حزب الله» ليس حزباً يعتد بسمعته بصون الاتفاقات أو التفاهمات أو القوانين أو الدساتير حين يريد خوض معارك الدفاع عن مصالح مشروعه الإقليمي». ولفت إلى «أننا في قوى 14 آذار وفي كتلة المستقبل تحديداً نعتبر أن المشروع الإسرائيلي الوحيد في لبنان هو التآمر على أمن ودماء ومستقبل اللبنانيين من قبل عصابات القتل التي انكشف رأس جبل جليدها عبر توقيف (الوزير السابق) ميشال سماحة بالجرم المشهود والأدلة القاطعة على دوره والمسؤول الأمني السوري الأول والرئيس «السابق» للنظام السوري في سياسة التفجيرات بحق اللبنانيين جميعاً». وقال: «المشروع الإسرائيلي الوحيد هو حرمان اللبنانيين من أسباب حمايتهم عبر تعطيل أي آلية تسمح بتطوير قدرات الجيش لضبط الحدود ومنع تهريب القتلة وأدوات القتل من دون اقتراح أي بديل جدي» . ورأى أن «السيادة لا تجزأ ولا تعامل بانتقائية إلا لدى من لا ينتمون صدقاً إلى ثقافة السيادة الوطنية، وهو ما يدل على أن صاحب الكلام هو من يعيش في منطقة عازلة ومعزولة عن المنطق الإنساني والسياسي والمصلحي أيضاً وكذلك منطق السلم الأهلي حين يهدد أهل طرابلس وعكار والشمال». وحمّل «الشيخ قاسم وحزبه مسؤولية كل قطرة دم قد تسقط في مناطق الشمال وعكار وغيرها، ونطالب الجيش بأخذ العلم بها والتعاطي معها بأعلى درجات الجدية المطلوبة». وقال: «ليت الشيخ قاسم يتعلم من الرئيس نبيه بري دروساً في نصوص الوحدة الوطنية بدلاً من لغة التخوين التي لا تشبه إلا قائلها». وسأل عضو الكتلة نفسها باسم الشاب رداً على موقف قاسم: «كيف يكون القرار 1701 مقبولاً في الجنوب وليس مشروعاً صهيونياً، وغير مقبول في مناطق أخرى؟». وقال: «القرار الدولي ينص على مراقبة الحدود لمنع تهريب الأسلحة، وإذا كان مشروعاً صهيونياً فلنرفضه كله بما فيه في الجنوب». واعتبر أن «الأسباب الحقيقية لرفض ضبط الحدود هو أن دمشق تعتمد لوجيستياً على لبنان. فالشريان الحيوي لدمشق هو في الطريق التي تمتد 40 كلم وتعطي العاصمة السورية طعاماً وبنزيناً ومازوتاً... وأن للاعتراض من قبل حزب الله أبعاداً أخرى. وفي حال سقطت حلب (في يد الجيش السوري الحر) فإن الخط اللوجيستي الوحيد إلى دمشق سيبقى من لبنان وحزب الله معني فيه». وقال: «واردات لبنان من المازوت زادت 30 في المئة والسبب أن هذه المادة يذهب جزء منها إلى سورية. وإذا توافر لنا من يراقب الحدود لمنع التهريب فلماذا نقول لا؟». ورأى الشاب في حديث إلى إذاعة «صوت لبنان»، عن ملف سماحة أن «أهمية توقيفه تكمن في أنه عند الكشف عن مادة المتفجرات التي هربها وهي «سي 4» قد توصل إلى أنواع المتفجرات التي استخدمت من قبل ومن أين جاءت وأين استخدمت سابقاً، لأنه يمكن معرفة ذلك من نوعية طبخة المتفجرات إذ لكل متفجرة طبخة خاصة». وشدد على «أهمية الكلام المعتدل والوطني الذي قاله الرئيس بري في مهرجان تغييب الصدر»، وقال: «إذا لم ننفتح ونتحاور سندفع ثمن ما يحصل في سورية». ولفت إلى أن «الحوار مع فريق شيعي في هذه الأزمة مهم» وشدد على اهمية «فتح قنوات حوار مع بري».