من أكبر الأخطاء لتي ترتكبها بعض إدارات الأندية السعودية، تأخيرها في إنهاء تعاقداتها مع لاعبين أجانب إلى لحظة لم يعد فيها وقت للاختيار والمفاضلة، وبالتالي تكون أمام خيارين لا ثالث لهما. إما أن تلغي فكرة جلب لاعب، وهذا قد يضعها في دائرة النقد الإعلامي والسخط الجماهيري، وإما أن تخطف لها لاعباً لا يهم من يكون حتى تقفل هذا الملف، وترتاح من صداع الجمهور الذي يطاردها! مثل هذه الحالات تتكرر في كل موسم في أغلب الأندية، مع ملاحظة أنها بدأت تكثر في الأندية الكبيرة، التي تملك التجارب والخبرات والإمكانات، وباتت الأندية الأقل وضعاً هي الأكثر تنظيماً وثباتاً. وإذا ما أردت أن أدلّل على حالة من الحالات، فإن لاعب الأهلي الأرجنتيني «موراليس» هو أحد الأسماء التي جاء التعاقد معها متأخراً جداً وفي اليوم الأخير لإغلاق التسجيل، ولولا تدارك الوضع في الدقائق الأخيرة لحُرم الأهلي من اللاعب نتيجة عطل أصاب الجهاز! والحقيقة أن بداية الأهلي في هذا الموسم لم ترض طموحات جمهوره العاشق، وقد فتح تعادله على أرضه أمام هجر ملفاً كاد المدرج المجنون أن يجعله من الماضي، وذهب البعض إلى القول أن الأهلي لم يعد باستطاعته المنافسة على بطولة الدوري! وفي رأيي أن مثل هذه الآراء هي آراء متسرعة في حكمها، ولكنني لا ألوم الجمهور «أي جمهور» لأنه من جهة هو يتحدث ب «عاطفته» حين يغيب العقل والمنطق، ومن جانب آخر، فإن هذا الجمهور هو العنصر الثابت الذي لا يغيّر قميص ناديه، لأنه غير مؤمن باحتراف الجمهور مهما كانت العقود مغرية! وقد لاحظت كيف أن جمهور الأهلي أصدر حكماً من ضمن أحكامه التي صدرت بعد إعلان تعادل فريقه مع هجر، بأن اللاعب الأرجنتيني «موراليس» صفقة غير ناجحة، وأنه لن يفيد الفريق في المباريات المقبلة. ولأنني ليس من عادتي مصادرة أي رأي كان، إلاّ أنني أذكّر فقط ببعض الشواهد للاعبين عالميين، وليس للاعبين يلعبون في الدوري السعودي، فهناك عدد غير قليل من اللاعبين هم من أولئك الذين يحتاجون إلى وقت قد يصل إلى خمس أو سبع مباريات، أو ربما إلى القسم الأول من الدوري بأكمله حتى يبدأ في التأقلم والانسجام مع فريقه. ويبدو لي أن «موراليس» هو من هذه النوعية من اللاعبين الذين يحتاجون إلى الوقت الكافي ليظهروا إمكاناتهم، لا سيما وأن اللاعب معروف في الأرجنتين، وقد أطلقت عليه الصحافة الرياضية في بلاده لقب «مارادونا الصغير»، علاوة على أن عمره لم يتجاوز ال23 ربيعاً، ولم يسبق له الاحتراف خارج الأرجنتين! وأعتقد أن من الظلم مقارنته بلاعب مثل كماتشو أمضى في الملاعب السعودية والخليجية أكثر من10 سنوات، بينما لم يكمل موراليس شهره الأول مع الأهلي، وهو القادم بعقد لثلاث سنوات، ناهيك عن أن الخبرة والعمر تصبان كلها في صالح كماتشو الذي عاد إلى الشباب ولم يعد لاعباً أهلاوياً!! [email protected] @abdullahshaikhi