اتهم قيادي في جماعة «جيش المجاهدين» «الدولة الإسلامية» بالإضرار بمصالح أهل السنة في العراق، ولفت إلى أنه يسيطر على مناطق حزام بغداد، مؤكداً أن رفضه مبايعة التنظيم أوقف تقدمه نحو العاصمة، حيث تم تفجير مسجد شيعي أمس في هجوم انتحاري أوقع أكثر من 80 قتيلاً وجريحاً. إلى ذلك، علمت «الحياة» أن الأحزاب الشيعية التي تفاوض باقي الكتل لتشكيل الحكومة تبلغت من الولاياتالمتحدة ضرورة تبني اللامركزية إذا أرادت إنجاح الحكومة الجديدة ومواجهة «داعش». وقال القيادي في «جيش المجاهدين» أبو أكرم الجميلي ل «الحياة» أمس، إن «افعال تنظيم الدولة الإسلامية أساءت إلى مصالح أهل السنة في العراق أكثر مما أفادتها، وتسعى إلى خلق فتنة بين المحافظات المنتفضة كي تكون الحكومة المدعومة من إيران هي المستفيد الأكبر منها». وأشار إلى أن «جيش المجاهدين يمتلك آلاف العناصر من امتدادات عشائرية ونحكم سيطرتنا على مناطق حزام بغداد، في اليوسفية وزوبع وحميد الشعبان والعناز والتاجي». وأضاف أن «رفض جيشنا، إضافة إلى الجيش الإسلامي، مبايعة داعش أوقف تقدمه نحو بغداد من منفذها الجنوبي الشهر الماضي»، وأشار إلى أن اشتباكات تجري بين «عناصرنا وعناصر الدولة منذ أسابيع ويتم حلها بوساطات عشائرية». وعن أحداث ناحية «الكرمة»، شمال الفلوجة قبل أيام، قال الجميلي إن «الدولة الإسلامية أرادت نشر مقاتليها في الناحية قبل أسبوعين، علما بأن الكرمة من المناطق القليلة التي واجه سكانها من أبناء العشائر الجيش الحكومي بهدف الدفاع وليس الهجوم، وقمنا بأسر العشرات من عناصر الجيش وتم تسليمهم إلى ذويهم من دون أذى». وأوضح أن «عشائر المنطقة من عناصر جيش المجاهدين رفضوا سعي الدولة الإسلامية لدخول مناطقهم، وحصلت اشتباكات وقاموا باختطاف عدد من عناصرنا ولم تتم إعادتهم حتى الآن، ولم تفلح الوساطات العشائرية وفضلنا الانسحاب من بعض مناطق الكرمة وليس جميعها على مبايعتهم أو الاقتتال». ونفى وجود مفاوضات بين «جيش المجاهدين» والحكومة، وقال إن «الحكومة خذلتنا كثيراً وتم الإيقاع بعناصرنا بعد اتفاقات سابقة تحت اسم المصالحة الوطنية. أنا مطلوب بتهمة أسقطت عني واضطررت للذهاب إلى سورية وعدت بداية هذا العام إلى الأنبار». الى ذلك، أفاد مصدر سياسي مطلع «الحياة» أن «مسؤولين أميركيين أبلغوا إلى ممثلي الأحزاب الشيعية صراحة احتمال انهيار الوضع في البلاد إذا فشل تشكيل الحكومة»، وأشار إلى أن «واشنطن طلبت ضرورة تغيير طريقة الحكم ووقف سياسات التهميش ضد السنة». وأوضح المصدر أن «القوى الشيعية وافقت من حيث المبدأ على إصدار عفو عام عن جميع العشائر والمسلحين العراقيين الذين يعملون في فصائل مسلحة باستثناء تنظيم داعش، كما وافقت على تشكيل قوات نظامية خاصة في المحافظات السنية لا تتدخل الحكومة في اختيار عناصرها». وأوضح أنه للمرة الأولى وخلال اجتماع بين ممثلين سنة وشيعة، تمت مناقشة خيار الأقاليم من دون تحفظ شيعي كما كان سابقاً، واقترحت الأحزاب الشيعية تطبيق قانون المحافظات الذي يمنح المدن صلاحيات واسعة، ولكن القوى السنية أكدت عدم ثقتها بتطبيق القانون وفضلت جعل صلاح الدين والموصل إقليمين مستقلين. ميدانياً، أعلن الناطق باسم «قيادة عمليات بغداد» العميد سعد معن خلال مؤتمر صحافي في بغداد أمس، تنفيذ «عمليات استباقية نوعية استطعنا من خلالها شل حركة الإرهاب وقطعنا خطوط الإمداد عن المجموعات في أطراف بغداد وأعماقها». وأضاف أن «قوات اللواء 22 تمكن من قتل 57 إرهابياً وتدمير 9 عجلات تحمل أحاديات وتفكيك 22 عبوة ناسفة ومعالجة 19 منزلاً مفخخاً وتدمير 6 أوكار للمسلحين». وزاد أن «استخبارات الشرطة الاتحادية تمكنت من القبض على عناصر خلية إرهابية ومن بينها ما يسمى الأمير العسكري لولاية قاطع الرصافة»، ولفت إلى أنها «مسؤولة عن تفجيرات أربع سيارات ملغومة في الكرادة وثلاث أخرى في مدينة الصدر وواحدة في النعيرية وأخرى في الشعب وتفجير عجلة على الطريق السريع محمد القاسم قرب النهضة فضلاً عن عمليات الاغتيال». وكان انتحاري يرتدي حزاماً ناسفاً فجر نفسه في مسجد شيعي في منطقة «بغداد الجديدة» شرق العاصمة أمس، مخلفاً أكثر من 80 قتيلاً وجريحاً. وفي شمال البلاد قالت مصادر أمنية إن قوات البيشمركة الكردية أحرزت تقدماً في ناحية جلولاء في ديالى وتمكنت من محاصرتها، فيما صدت هجوماً في قضاء طوزخورماتو. وقال ضابط برتبة عميد في «البيشمركة» إن قواتها «تقدمت من أربعة محاور تجاه جلولاء وتشتبك حالياً مع إرهابيي داعش على الطرق المؤدية إلى البلدة». وأضاف: «أحكمنا السيطرة بإسناد طيران الجيش على ثلاث قرى، وكذلك السيطرة على أحد الطرق الرئيسية الذي يستخدمه داعش للحصول على الإمدادات». وتابع أن «القوات على الأرض تتقدم لكن ببطء بسبب زرع الطرق والمنازل والمعابر الواصلة إلى البلدة، لكننا شارفنا على محاصرة (الجهاديين) داخل جلولاء». من جهة أخرى، صدت قوات «البيشمركة» هجوماً استهدف بلدة طوزخورماتو التي تقطنها غالبية من التركمان الشيعة. وقال ملا كريم شكور، مسؤول تنظيمات منطقة حمرين في «الاتحاد الوطني الكردستاني»، إن «عناصر تابعين لتنظيم داعش هاجموا فجراً قواتنا في حدود قضاء الطوز من محوري ينكيجة وبسطاملي» وهي قرى تركمانية سنية. وأشار إلى أن «قوات البيشمركة صدت الهجوم بعد ساعتين من الاشتباكات العنيفة»، لافتاً إلى مقتل 17 من عناصر التنظيم خلال الاشتباكات وإصابة 36 آخرين.