قتل وجرح أكثر من 70 عراقياً في هجوم على مسجد سني في ديالى أمس، فيما واصلت القوات العراقية و «البيشمركة» الكردية حملة عسكرية لاستعادة بلدتي جلولاء والسعدية القريبتين من الحدود الإيرانية من قبضة تنظيم «داعش». ونقلت وكالة «رويترز» عن مصادر أمنية أن أكثر من 38 شخصاً قتلوا في هجوم شنته «مليشيات شيعية» على مسجد سني في ديالى. وأكدت مصادر أمنية وشهود ارتفاع عدد القتلى الى 40 في هجوم شنه مسلحون على مسجد مصعب بن عمير في منطقة بني ياس التابعة لقضاء حمرين في ديالى. وأفادت المعلومات بأن المسلحين تعرضوا قبل الهجوم الى انفجار عبوة ناسفة في منطقة قريبة من المسجد، فتوجهوا الى داخله وفتحوا النار على المصلين وعلى المنازل المجاورة. وأكد بيان لرئيس البرلمان سليم الجبوري، أنه «يجري اتصالات حثيثة مع القيادات الأمنية والسياسية على أعلى المستويات لمتابعة ملابسات جريمة قتل المصلين»، وأنه «وجه بتشكيل لجنة للتحقيق في الحادثة، ومحاسبة الجناة أياً كان انتماؤهم». إلى ذلك، أقر تنظيم «الدولة الإسلامية» بقتل العشرات من عناصره في هجوم شنته قوات «البيشمركة» الكردية والقوات العراقية مدعومة بالطائرات الحربية صباح أمس لاستعادة ناحيتي جلولاء والسعدية. وأكدت تغريدات لنشطاء التنظيم على صفحات موقع «تويتر»، أن «أكثر من 50 (مجاهداً) قضوا في جلولاء»، فيما أعلنت «البيشمركة» سيطرتها على أجزاء كبيرة من الناحية بعد فرار مسلحي البغدادي، وأضاف موقع «الاتحاد الوطني الكردستاني»، بزعامة الرئيس السابق جلال طالباني أن «قوات البيشمركة شنت هجوماً واسعاً من عدة محاور، لاستعادة السيطرة على ناحيتي جلولاء والسعدية، التابعتين لمحافظة ديالى، وأن المعلومات العسكرية تؤكد تقدمها بعد استعادة السيطرة على وادي العوسج القريب من منطقة التجنيد في جلولاء، ونقطة تفتيش كوباشي، فضلاً عن قرى سيد أحمد وسيد جلال وسيد جابري، المتاخمة لناحية السعدية». إلى ذلك، حذر تنظيم الصحوات «المواطنين في المناطق المحررة من إزالة أعلام ورايات تنظيم البغدادي، بعد تلغيم قواعدها المرفوعة عليها، ما أدى إلى قتل وإصابة عدد من أبناء ناحية جلولاء». وأكد القائد الميداني رعد الجبوري ل «الحياة»، أن «عشرات الرايات المفخخة نصبت على التلال وبعض الطرق الرئيسة، بهدف تفجيرها في حال إزالتها». ودعا «القوات الأمنية إلى مطالبة الأهالي بالابتعاد عن أماكن الإعلام المثبتة بقواعد متفجرة الى حين معالجتها». وكانت ديالى أعلنت عودة خدمة الإنترنت إلى عموم مناطق المحافظة باستثناء مناطق السعدية وجلولاء الخاضعتين لسيطرة المسلحين، إضافة إلى ناحية العظيم، لدواع أمنية تتعلق بتحركات القطعات العسكرية واستهدافها. ودعا رئيس لجنة الأمن في ديالى صادق الحسيني «السكان إلى الاستخدام الأمثل لخدمة الإنترنت بعيداً من المواقع الداعمة للإرهاب والتفرقة الطائفية». وفي طوزخورماتو التابعة لمحافظة صلاح الدين، أعلن قائممقام القضاء شلال عبدول، وصول رئيس منظمة بدر هادي العامري، على رأس قوة عسكرية كبيرة لتحرير المنطقة من المسلحين، وفك الحصار عن ناحية إمرلي. وأوضح أن قوات الجيش بدأت بالتقدم على محورين، باتجاه ناحية سليمان بيك الخاضعة لسيطرة البغدادي، مؤكداً قرب تحرير الناحية وإعادة فتح الطريق الرئيس بين كركوك وبغداد. وكان مسؤول أمني قال ل «الحياة» إن «قوات الجيش، بدأت بالتقدم من محور ناحية العظيم، بعد تحريرها بالكامل من تنظيم دولة البغدادي، باتجاه ناحية سليمان بيك، إلى جانب تقدم قوة عسكرية كبيرة من الجيش عبر سلسلة جبال حمرين».