أكد رئيس الوزراء العراقي المكلف حيدر العبادي أمس أنه لا مكان لأي جماعة مسلحة خارج إطار الدولة، مؤكدا أن أي جهد لإسناد الدولة يجب أن يكون تحت إشراف القوات المسلحة. وقال العبادي في أول مؤتمر صحافي له بعد تكليفه في تشكيل الحكومة «أؤكد أن السلاح يجب أن يبقى بيد الدولة، لا مكان لأي جماعة مسلحة سواء كانت ميليشيات أو عشائر أو حشداً شعبياً». وأضاف «لا نسمح لسلاح وجماعات مسلحة خارج إطار الدولة، يجب أن تكون جميعها تحت سيطرة القوات العسكرية والأمنية». وتابع العبادي «نحن نرحب بالحشد الشعبي، بل مقاومتنا للإرهاب قائمة على الجهد الشعبي من العشائر والمواطنين الذين ضحوا بأرواحهم وبكل ما يملكون في مواجهة الإرهاب». وقال «لكن يجب حسب توجيهات المرجعية أن تكون تحت ظل الدولة، والإرهاب يستغل أي خرق هنا وهناك، ولاحظنا ما حصل في مسجد مصعب بن عمير من عمل جبان في قتل المصلين وقتل الأبرياء وقتل العسكريين كذلك». وأضاف «في مثل هذه الأمور يجب أن نتوحد أمامها، ولهذا أدعو الكتل السياسية أن توحد موافقها في مواجهة الإرهاب، لا يجوز أن نكون ضحية مؤامرات الإرهاب، التي تحاول أن توقع بين أبناء الوطن الواحد». وأطلق عناصر يشتبه بأنها تنتمي إلى ميليشيات شيعية الجمعة النار على مسجد سني في شمال شرق بغداد ما أوقع 70 قتيلا على الأقل. وشكّل رئيس الوزراء نوري المالكي المنتهية ولايته لجنة رفيعة للتحقيق في الحادث. كما بعثت وزارة الداخلية كبار ضباطها لمعرفة ملابسات الحادث، الذي زاد الاحتقان الطائفي في البلاد. ميدانياً أحرزت قوات البشمركة الكردية تقدماً في بلدة جلولاء في محافظة ديالي التي أوشكت على محاصرتها من جميع الجهات، فيما صدت هجوما منسقا من ثلاثة محاور على بلدة طوزخورماتو ذات الغالبية التركمانية الواقعة على بعد 200 كلم شمال بغداد. وقال ضابط برتبة عميد في قوات البشمركة إن «قوات البشمركة تقدمت من أربعة محاور تجاه جلولاء وتشتبك حاليا مع إرهابيي داعش على الطرق المؤدية إلى البلدة». و»داعش» هي التسمية المختصرة لتنظيم «الدولة الإسلامية». وأضاف «أحكمنا السيطرة وبإسناد طيران الجيش على ثلاث قرى، وكذلك السيطرة على أحد الطرق الرئيسة الذي تستخدمه داعش للحصول على الإمدادات». وتابع أن «القوات على الأرض تتقدم لكن ببطء بسبب زرع الطرق والمنازل والمعابر الواصلة إلى البلدة، لكننا شارفنا على محاصرة (المتشددين) داخل جلولاء». وتشن قوات الجيش العراقي والبشمركة الكردية عملية مشتركة منذ الجمعة لاستعادة السيطرة على ناحيتي جلولاء والسعدية في محافظة ديالى، شمال شرق بغداد. وتمكن مسلحو الدولة الإسلامية من فرض سيطرتهم على البلدتين بعد معارك ضارية خاضوها مع قوات البشمركة الكردية مطلع الشهر الجاري. من جهة أخرى صدت قوات البشمركة هجوماً استهدف بلدة طوزخورماتو التي تقطنها غالبية من التركمان الشيعة، بحسب مسؤولين أكراد. وقال ملا كريم شكور مسؤول تنظيمات منطقة حمرين للاتحاد الوطني الكردستاني، إن «عناصر تابعين لتنظيم داعش هاجموا فجراً قوات البشمركة في حدود قضاء الطوز من محوري ينكيجة وبسطاملي» وهي قرى تركمانية سنية. وأشار إلى أن «قوات البشمركة صدت الهجوم بعد ساعتين من الاشتباكات العنيفة»، لافتا إلى مقتل 17 من عناصر التنظيم خلال الاشتباكات وإصابة 36 آخرين بجروح.