«عبقري... مميز... استثنائي»... هذه العبارات التي وصف بها لاعبو الشباب مدربهم البلجيكي ميشيل برودوم، وهذه الشهادة تأتي معززة بالدور الفني البارز الذي لمسه اللاعبون من مدربهم، فعلى رغم حدته وعصبيته إلا أن قراراته الفنية تأتي واضحة دائماً لذلك يلتزم الفريق بتطبيق نهجه داخل الملعب، وهو ما بدا ملحوظاً في مباريات عدة خاضها «الليوث». الأرقام تشهد للمدرب البلجيكي ففريقه أقوى خط دفاع ورابع أفضل هجوم، 25 مباراة من دون خسارة، وكلها إحصاءات تقف إلى صف المدرب، الذي منحته الإدارة مساحة كاملة لاتخاذ القرارات. فما أن وصل برودوم إلى السعودية حتى بدا واضحاً أنه وحده من سيتخذ القرارات كافة، من دون أن يشغل باله بالأعباء الإدارية التي قد تولدها قراراته، تجلى ذلك في علاقته باللاعب الغيني الشهير ياتارا، فبعد أن نجحت الإدارة الشبابية في كسب توقيع اللاعب في مفاوضات كانت الأطول خلال الصيف قرر برودوم أن الفريق لا يحتاجه، القرار الذي لم ينتظر نهاية الدور الأول من المنافسات، في المقابل استجابت الإدارة سريعاً لرغبة مدربها الذي طالب بالتعاقد مع لاعب نادي الاتحادي البرازيلي ويندل الذي قررت إدارته الاستغناء عنه، وفعلا لبت إدارة «الليث» المطلب وسط استغراب إعلامي لكن الأيام أثبتت نجاعات قرارات برودوم ودقتها فنجحت «المجموعة الشبابية» في صناعة الانتصارات تلو الأخرى وتحسن أداء الفريق بشكل ملحوظ في غياب ياتارا، وباتت الأدوار الدفاعية أكثر تميزاً وبروزاً.النجاح الكبير الذي يعيشه برودوم هذا العام والاهتمام الإعلامي الواسع به، لا يمكن أن ينسب له وحده، إذ منحته إدارة الشباب وفي بادرة لا تتكرر كثيراً في الوسط الرياضي المساحة كاملة من دون محاسبة لاتخاذ كل القرارات الفنية. يحلو للمراقبين أن يطلقوا على الشباب لقب «فريق النفس القصير»، وهو الوصف الذي يتحسس منه أنصار الشباب إلا أن برودوم غير كل المعادلات وقلبها رأساً على عقب فالفريق الذي كانت تتكرر جملة «النفس القصير» مع نتائجه طوال السنوات الست الماضية تصدر ترتيب الدوري هذا العام من دون أية خسارة وبات بينه وبين نهاية المشوار الطويل وإسعاد الجماهير والتتويج نقطة واحدة، لكنها النقطة القادرة على منح كل المجهود الفني والإداري قيمته الحقيقية، وإعادة اللقب الغائب عن الخزانة الشبابية.