لجنة الكشف عن المنشطات التي كان لها في يوم ما «شنة ورنة»، ويد عليا، كشفت الكثير من التجاوزات من بعض اللاعبين، ليس في كرة القدم فقط، بل في الألعاب المختلفة توارت للموسم الثاني على التوالي عن المشهد الرياضي، ولم يعد أحد يدري إن كانت تعمل حتى لو كان عملاً روتينياً «أي مجرد اثبات توقيع الحضور والانصراف»، أو أنه تم إلغاؤها وتوزيع أعضائها على لجان أخرى، وفي أعمال لا تمت لطبيعة العمل الذي كانت تؤديه بصلة. كثيرون كتبوا متسائلين ومستفسرين عن غياب لجنة مهمة، ومعترف بها دولياً عن العمل وممارسة دورها الرقابي عن دوري «زين» تحديداً، ولكن لم يأتِ أي رد شافٍ من أي مسؤول. حتى يكاد لا يعرف الآن من يرأس هذه اللجنة «على اعتبار أنها ما زالت قائمة». هناك من عزا غياب دور اللجنة إلى غياب الدعم المالي الذي يساعدها في تيسير عملها، واستغرب أن تكون لجنة ذات تأثير قوي ودور إيجابي في حماية شباب الوطن من الخطر، كالمنشطات تفتقر للمال في ظل موازنة ضخمة ومداخيل إعلانية عالية يحظى بها دوري زين السعودي، وهي معلومة من الجميع، وأظنه من غير المقبول الحديث عن عجز مالي في دوري محترفين. بقي شيء آخر قد يكون هو من غيّب لجنة المنشطات عن الحضور بعد المباريات، وهو عدم التعاون من بعض الأندية، والتشكيك بصدقية ما يصدر عنها من قرارات، كونها تتعارض ومصالحها، وكلنا يستذكر تفاصيل ما دار من جدل وأخذ ورد في أحد المواسم، وكيف اتهمت اللجنة بتقصد اتهام أحد لاعبي الأندية لتغييبه عن مباراة مهمة لفريقه لمصلحه النادي المنافس، وهو ما نفته اللجنة، واستهلك ذلك الكثير من الوقت لاثبات سلامة إجراءات اللجنة في وقت خاض فيه الجميع في الموضوع منتصرين لناديهم، وبعبارات فيها الكثير من الاتهام الصريح وتشويه السمعة. وهو ما قد يكون ألقى بظلاله على أعضاء اللجنة الذين يبدو أنهم فضلوا الانسحاب بهدوء حفاظاً على كرامتهم، وقد تعرضت للكثير من التهم، والطعن في الذمم، وكان حرياً بالمسؤول الأول حماية هذه اللجنة، ودعمها والوقوف ضد كل من يحاول المساس بعملها، أو التعريض به، ليس لأنه المسؤول عنهم فقط، ولكن لأنه المسؤول عن حماية شباب البلد جميعاً من خطر المنشطات الداهم، الذي يقضي على أهم مكتسباتهم الشخصية، ألا وهي الصحة فكم من نشيط متعافٍ شكلاً، وداء المنشطات الوبيل ينهشه من الداخل. إن على جميع المسؤولين الآن تنشيط دور لجنة المنشطات، وإزالة ما يعترض طريقها من عقبات ودعمها مالياً ونفسياً، وترسيخ فكرة أن عملها واجب وطني، وليس مجرد روتين غايته إيقاف لاعب، أو التشهير به. [email protected] Qmonira@