عيسى المحياني الذي أحضر للهلال ليس مقابل ملايين فقط بل في مقابل تحد بين الهلال والنصر وصل حد الاجتماعات السرية والمغلقة بين اللاعب ووكيل أعماله ومندوبي الناديين حينها، وشد وجدب واتهامات حتى أنهى القضية اللاعب نفسه واختار الهلال. جاء يحمل معه أمجاداً شخصية متوجة في يوم ما بهداف الدوري، ومعها طموحات أن يكون هداف الهلال، لكن من سوء حظه أنه جاء في حضرة ياسر وهذا معناه أنه سيكون ثانياً، ومع ذلك لم يحبط ذلك عزيمته، وظل كلما أشرك بديلاً يصنع أو يسجل أهدافاً في غالبية المباريات التي لعبها، بل إنه أسهم في حسم بطولة دوري الموسم الماضي، وهذا العام ومع التراجع المخيف في مستوى ياسر توقع الجميع أن يعطى الفرصة كاملة كما أعطي غيره، وأن يدعم على الأصعدة كافة الجماهيرية والإعلامية، لكنهم مع الأسف بحثوا عن مهاجم غيره (عالم تحب الخساير لمجرد إثبات أنهم عملوا شيئاً وتعاقدوا مع لاعب)، والنتيجة المخيبة للآمال كانت أحمد علي المهاجم المصري الذي لم نعرف من هو إلا عندما سمعنا باسمه من وسائل الإعلام، فهو لاعب أقل من عادي ذو بنية جسمانية، وحركة من دون بركة نهايتها «فاولات فقط»، وبقى عيسى أسيراً لمقاعد البدلاء وهو الأجدر بالمكان، وقد يقول قائل إن هذه وجهة نظر المدرب لكني أشك في ذلك فالتعاقد مع لاعب لدينا في السعودية بالذات يعني أن يدخله المدرب حتى لو كان سيئاً (يحلل فلوسه مو ندفع له وهو مريح) على حساب لاعبين أفضل منه، وهي نماذج تتكرر في الأندية كافة، وهي طريقة تداري بها فشلها في التعاقد وتريد مجرد «كرف» اللاعب حتى لو كان أسوأ اللاعبين. الآن اللاعب يرغب في الرحيل ومعه كل الحق في ذلك طالما أنه لم يعط الفرصة كاملة، والملاحظ أن جماهير الهلال كافة متعاطفة معه كثيراً وتدرك حجم المعاناة التي يعيشها، لكني أتساءل هل كان الهلال فعلاً في حاجة ماسة لعيسى المحياني عندما تعاقد معه؟ أم أن الأمر كان مجرد عناد وتحد خاص لابد أن يكسبه لإثبات قوة المفاوض الهلالي في أية صفقة يريدها، وقدرته على تقديم العرض المالي المغري الذي يكسب به الجولة مع اللاعب وإدارة ناديه؟ خصوصاً عندما يكون المنافس فيها النصر تحديداً، والسؤال الذي يطرح نفسه هل لو اختار عيسى النصر سيكون أسير ل«مقاعد البدلاء» في ظل تراجع مستوى سعد الحارثي؟ لا أظن. المحياني غلطة وإدارة الهلال الآن تريد مداراتها، ولكنه أكبر من أن تدارى، فعيسى على أعتاب الرحيل وكذلك ملايين الهلال (عادي جداً كم ضاعت من ملايين)!. [email protected]