تعرضت شركة أرامكو السعودية، أمس إلى عطل مفاجئ في شبكتها الإلكترونية، يعتقد أنه بسبب اختراق خارجي من إحدى مجموعات القرصنة العالمية، ما أدى إلى عطل شبه تام في الشبكة الداخلية للشركة. وعلمت «الحياة» أن هذا الاختراق لم يؤثر في عمليات إنتاج وتصدير النفط والغاز في المملكة، فيما نفت «أرامكو» أن تكون شبكتها الإلكترونية تعرضت للاختراق. وقال موظفون في «أرامكو» إن العطل ربما أثر في عدد من الشركات الأخرى، ومنها شركتا «شلمبرجير» و«شيفرون»، مضيفين أن أرامكو السعودية مرتبطة بشركات كثيرة صغيرة وكبيرة محلية وخارجية، حيث نقل بعض موظفيها انعكاس المشكلة على أنظمة الارتباط والتنسيق بينهم وبين أرامكو. وفوجئ موظفو أرامكو أمس، وأول من أمس، بعطل الشبكة تماماً، فيما إذ فقد معظم موظفي الشركة القدرة على الدخول للأجهزة الحاسوبية بسبب فقدانهم لكلمات المرور الخاصة بهم، الأمر الذي أسهم في تعطل أعمال الشركة الالكترونية، فيما تردد فقدان الشركة لبعض المعلومات المهمة من بعض الأجهزة الحاسوبية المخترقة في الوقت الذي تعرض موقعها الرسمي www.aramco.com إلى العطل أيضاً. وذكر عدد من موظفي الشركة في مقرها الرئيس في مدينة الظهران، أنهم لم يستطيعوا التعامل مع أجهزتهم الحاسوبية، وأنشأ بعض المهتمين وسماً (هاشتاق) على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» شارك فيه العديد من موظفي الشركة والذي أكدوا هذه الحادثة، فيما حذر العديد من الموظفين الآخرين بعدم التعرض «لأسرار الشركة وعدم إفشاء أي معلومة قد تضر بأمن الشركة وسلامتها». وأكدت مصادر في أرامكو السعودية، ل «الحياة» أن موظفين لاحظوا وجود «احترازات أمنية على الشبكة منذ نحو أسبوع، إذ منعت الجهة المسؤولة إمكان الدخول على الشبكة عن بعد، بعد ان كانت متاحة لموظفي الشركة الراغبين في إكمال أعمالهم من منازلهم». وقال مصدر: «موظفو الشركة لم يستطيعوا أمس الدخول على أجهزتهم في العمل، وشمل ذلك معظم الموظفين، خصوصاً الذين تعرضوا للمشكلة ولم يقوموا باستبدال الأرقام السرية، إذ تطلب ذلك موافقة مديري الإدارات على الاستبدال بعد أن انتشرت هذه المشكلة، خصوصاً أن العمل أصيب بالشلل صباح هذا اليوم (أمس) حيث لم نتمكن من دخول الشبكة ولا تصفح البريد الإلكتروني». وأضاف: «الشركة قامت باستدعاء بعض الموظفين المختصين وتكوين أشبه ما يكون بخلية الأزمة لإيجاد حل سريع لهذه المشكلة، وتم استدعاء بعض الموظفين المجازين لهذا الأمر الطارئ». وتابع المصدر قائلاً: ««على رغم أن المشكلة واضحة جداً إلا ان الشركة لا تريد إظهارها حتى للموظفين لإعتقادها أنها حساسة وأنها تستطيع السيطرة عليها وحلها سريعاً». موضحاً ان «هناك الكثير من الإشاعات داخل الشركة تبين أن بعض البيانات الحساسة قد فقدت من بعض الأجهزة، إذ تم تعطيل إمكان النسخ أو الصق من أي ملف خارجي في أجهزة الشركة بعد تعطيل الكثير من الخصائص من قبل الجهات التقنية». وزاد المصدر: «إضافة إلى تعطل الشبكة الداخلية فقد تعطل الموقع الرسمي للشبكة والذي يربطها بعملائها، خصوصاً خارج المملكة، ما يعني أنها فقدت الاتصال بعملائها عن طرق هذا الموقع تحديداً». من جهة أخرى، رجح بعض المختصين التقنيين، قيام مجموعات تخريبية تعرف بأسم «انونيمس» باختراق شبكة شركة أرامكو السعودية. وكان الخبير التقني طاهر البلوي قد نبه قبل أيام عدة ومن حسابه في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» إلى نية هذه المجموعة شن حملة اختراقات على بعض المصالح الحكومية ومؤسسات الدولة ووزاراتها، وقال إنه من خلال «توقعاتي بعد تحليل سلسلة مشاركات ومقالات مجموعة انونيمس إلى نيتهم لشن حملة اختراقات لبعض مواقع مؤسسات الدولة والوزارة السعودية» مختتماً تغريدته بجملة «أتمنى أن أكون مخطئاً». إلا أن أحد الموظفين أشار إلى أن «العطل الحالي هو إجراء احترازي من الشركة لمعرفة أسباب هذه المشكلة ولسد الثغرات والتعامل معها بسرعة، قبل ان تسمح مجدداً لموظفيها بالولوج إلى الشبكة من جديد». وكانت مواقع إلكترونية نشرت نفي لشركة أرامكو السعودية على لسان مدير إدارة العلاقات العامة عماد الدغيثر تعرّض شبكتها الإلكترونية للاختراق. وقال الدغيثر «إن المعلومات الصحافية التي نُشرت باللغة الإنكليزية أول أمس حول تعرض شبكة الشركة للقرصنة غير صحيحة». وذكرت هذه المعلومات أن قراصنة ألمان اخترقوا شبكة الشركة، ووصلوا إلى معلومات ووثائق سرية، من بينها مخططات ورسومات ومعلومات مفصّلة حول مواقع نفطية ونظام الاتصالات. ولكن الدغيثر قال إن أرامكو السعودية «تؤكد عدم وقوع أي اختراق للمعلومات السرية في الشركة، وإنه لا صحة لهذا النبأ جملة وتفصيلاً، وإنها تولي أقصى الاهتمام لأمن المعلومات فيها وتوظف أحدث نظم الحماية المعلوماتية لحماية المعلومات السرية في الشركة من المخترقين وغيرهم من مجرمي الشبكة المعلوماتية. وأضاف أن الشركة تطبق إجراءات غاية في الحيطة والصرامة. كما أنها مستعدة دوماً للملاحقة القانونية لمن يحاولون اختراق مواقعها أينما كانو.