آلاف السيدات حضرن أول عرض مسرحي أقامته أمانة الرياض بمناسبة عيد الفطر المبارك، وأظهرن شغفاً واهتماماً بالمسرح إلى درجة المطالبة بعروض تستمر طوال العام، وليس في المواسم وحدها. لكن ذلك ليس كافياً وحده لإسكان الانتقادات الموجهة إلى الأمانة، التي يبدو أنها مطالبة بأن تجعل الرياض في العيد جاذبة، كالمدن والعواصم المنافسة مثل دبي وغيرها. هي مقارنة يرى وكيل الأمانة للخدمات الدكتور إبراهيم الدجين، أنها «غير منطقية». وفيما أقبل المواطنون والمقيمون على العروض التراثية، خيبت «الصالة المغلقة» آمال المتحمسين لبرامج الأمانة، فحضرت الفرق الشعبية وفرق «الإستاند أب كوميدي»، لكن الجمهور غاب! وبدت الفرق الشعبية التي تُقدّم عروضها في الصالة الرياضية المغلقة بالرياض مساء أول من أمس كأنها في عروض تدريبية، إذ كان عدد الحضور قليلاً جداً، وفُوجئ أحد مقدمي العروض الرئيسية إبراهيم ميسسبي بتدني عدد الحضور. وأكّد ل«الحياة»، أن ذلك سببه «تقصير في الدعايات، وعدم اختيار المكان والوقت المناسبين للدعاية». وبلغ عدد السيدات اللاتي حضرن عرض مسرحية «سوالف حريم» في مركز الملك فهد الثقافي في الرياض نحو 3500 سيدة، في حين شاهد عرض مسرحية الأطفال «أمي الحبيبة» 430 طفلاً، وتناقش «سوالف حريم» الجوانب السلبية لتعدد الزوجات والخلافات بينهن بقالب كوميدي. وطالب عدد من الحاضرات باستمرار العروض المسرحية طوال العام، وعدم اقتصارها على أيام العيد، حتى تتسنى لهن متابعة المسرح، ومعالجة المشكلات الاجتماعية عن طريقه. وقالت نورة القحطاني إحدى الحاضرات: «العيد هو المتنفس الوحيد لنا، فلماذا لا تستمر العروض على مدار العام، حتى ولو بأسعار رمزية»؟ واعتبر وكيل أمانة منطقة الرياض للخدمات الدكتور الدجين، أن مقارنة فعاليات الرياض بتلك التي تُقام في الدول المجاورة «غير منطقية، لأن تلك الدول تسمح بفعاليات لا تمكن إقامتها في السعودية». وقال ل«الحياة»: «لا بُدّ عند طرح مقارنة أن تكون متوازنة، ويمكن مقارنة الفعاليات التي كنّا ننظمها سابقاً بالفعاليات التي نعدها الآن»، مؤكداً أن «الأمانة وصلت إلى مرحلة عالية جداً من التقدم، والفعاليات التي تُقدّم الآن لم نكن نحلم بوجودها في الرياض، مثل تسع مسرحيات للرجال ومسرحيتين للنساء». ولفت إلى أن الرياض كانت طاردة للسكان في العيد قبل ثمانية أعوام، ولا تجد فيها إلا عدداً قليلاً جداً مقارنة بسكانها، أما الآن فهي جاذبة، والدليل أن نسبة الإشغال في الفنادق والشقق المفروشة في فترة العيد 100 في المئة، وزاد فيها الحراك الترفيهي والثقافي الذي كان راكداً إلى حد ما.