باشر رئيس هيئة الأركان العسكرية الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي محادثات مع قادة الحلف الأطلسي (ناتو) في أفغانستان أمس، ركزت على وقف الهجمات غير المسبوقة التي يشنها جنود وشرطيون أفغان على زملائهم من الحلف، والتي أدت إلى مقتل 40 جندياً أجنبياً هذه السنة، آخرهم في ولاية قندهار (جنوب) أول من أمس. تزامن ذلك مع حض وزير الدفاع ليون بانيتا الرئيس الأفغاني حميد كارزاي، في اتصال هاتفي أجراه معه، على زيادة التدقيق في المتقدمين للخدمة في القوات الحكومية، من أجل الحد من تعرض الجنود الأجانب لهجمات على أيدي شركائهم المحليين، والتي أدت إلى مقتل 25 في المئة من جنود التحالف الدولي القتلى هذه السنة، ما يشكل مستوى غير مسبوق في التاريخ العسكري الحديث. وسقط عشرة جنود أجانب، معظمهم أميركيون، بنيران حلفائهم الأفغان خلال الأسبوعين الماضيين، فيما بلغت درجة انعدام الثقة بين الجانبين بسبب هذه الهجمات حد إصدار أوامر للقوات الأجنبية بحمل السلاح في كل الأوقات حتى داخل قواعدهم. لكن الجنرال ديمبسي شدد على أن هذه الهجمات لن تغير موعد انسحاب قوات الحلف البالغ عددهم 130 ألفاً والمقرر بحلول نهاية 2014، من دون أن يمنع ذلك، إعلان نيوزيلندا أنها ستسحب جنودها من أفغانستان بسرعة بعد مقتل ثلاثة من جنودها بينهم امرأة في انفجار قنبلة بدائية الصنع بولاية باميان (وسط) الهادئة نسبياً، ما جعلها إحدى أولى الولايات التي شهدت تسلم القوات الحكومية مسؤولياتها الأمنية، وذلك في تموز (يوليو) 2011. ورجح رئيس الوزراء النيوزيلندي جون كي بدء سحب وحدة بلاده التي تضم 145 عسكرياً بحلول نيسان (أبريل) 2013، أي قبل نحو ستة شهور من الموعد السابق. لكنه أشار إلى أن الانسحاب سيستغرق شهوراً، وليس أياماً، موضحاً أن «تسريع الجدول الزمني لا يرتبط بمقتل خمسة جنود في باميان هذا الشهر، وتدني تأييد الناخبين النيوزيلنديين الحرب، إذ بدأت مفاوضات انسحابنا المبكر بعد مقتل جنديين وجرح ستة آخرين قبل الرابع من الشهر الجاري»، والذي اعتبر الأكثر دموية للقوات النيوزيلندية منذ انتشارها في أفغانستان عام 2003. وأضاف كي: «أريد أن يعود أبناؤنا وبناتنا إلى الوطن. من المؤلم جداً أننا فقدنا عدداً منهم، لكننا في الوضع الحالي، وبعدما مكثنا فترة طويلة في أفغانستان يجب أن نخرج بطريقة محسوبة، لأننا لسنا بلداً ينسحب ويفرّ». ووصف وزير الدفاع النيوزيلندي جوناثان كوليمان مقتل الجنود الثلاثة بأنه «صدمة عميقة للأمة، وضربة كبيرة بعد الخسائر التي تكبدتها قواتنا الدفاعية في الرابع من آب». بانيتا وكارزاي وفي اتصال هاتفي أجراه بانيتا مع الرئيس كارزاي أول من أمس، أكد وزير الدفاع الأميركي ضرورة زيادة كابول جهود جمع المعلومات والتحري، وتكثيف اتصالاتها مع شيوخ القرى الذين تربطهم علاقات بالجيش والشرطة. وأفاد بيان أصدرته وزارة الدفاع الأميركية بأن «بانيتا وكارزاي تشاركا الشعور بالقلق حول هذا الموضوع، واتفقا على أن يعمل المسؤولون الأميركيون والأفغان معاً في شكل وثيق لتقليل إمكان شن هجمات مماثلة في المستقبل». وقتل جنديان أميركيان الجمعة رمياً برصاص جندي أفغاني في إقليم فرح (غرب)، بعد إعلان زعيم «طالبان» الملا محمد عمر أن المتمردين نجحوا في اختراق القوات الحكومية. وأمر قائد قوات الحلف الأطلسي في أفغانستان الجنرال الأميركي جون ألين الأسبوع الماضي جميع أفراد قوات التحالف الدولي بأن تكون خزائن أسلحتهم محشوة طوال الوقت في قواعدهم، بعد مقتل ستة من قوات مشاة البحرية الأميركية (مارينز) في العاشر من الجاري على أيدي جنديين أفغانيين في حادثين منفصلين. كما أصدر تعليمات للقادة الميدانيين بزيادة عدد الحراس الذين يتولون حماية الجنود في الأماكن المزدحمة، مثل قاعات الرياضة والطعام، رداً على أي إطلاق للنار من أفراد «مارقين». وقال مسؤول في الحلف الأطلسي طلب عدم نشر اسمه: «يتمتع القادة الميدانيون دائماً بالقدرة على فعل ما يرون أنه صواب، وفق ما يتطلبه الموقف».