تصاعدت الاعتداءات التي ينفذها مستوطنون أو شبان يهود متطرفون ضد فلسطينيين، إذ سجل أول من أمس حادثان عنيفان، أحدهما في بيت لحم في الضفة الغربية حيث أُلقيت قنبلة حارقة على سيارة فلسطينية، ما أدى إلى اشتعال النار فيها وإصابة ستة أشخاص في هجوم ألقى مصدر عسكري إسرائيلي بالمسؤولية فيه على مستوطنين، في حين وقع الحادث الثاني في القدسالغربية حيث نفذ عشرات الشبان اليهود هجوماً عنيفاً (لينش) ضد ثلاثة شبان فلسطينيين، ما أدى إلى إصابة أحدهم إصابات بالغة نقل على أثرها إلى مستشفى هداسا عين كارم لتلقي العلاج. وفي ما يتعلق بحادث إلقاء قنبلة حارقة، قال الناطق باسم الشرطة ميكي روزنفلد: «نقوم بعمليات على الأرض بحثاً عن منفذي الهجوم» قرب مستوطنة «بات عين»، مضيفاً أن المصابين يتلقون العلاج في مستشفى إسرائيلي في القدس. ورداً على سؤال عن إمكان ضلوع مستوطنين متطرفين في الحادث، اكتفى بالقول إن «الشرطة لا تستبعد أي احتمال». غير أن مصدراً عسكرياً إسرائيلياً رفض الكشف عن هويته كشف أن «الأدلة الرئيسة في التحقيق ترجح أن مدنيين إسرائيليين هم المسؤولون عن الحادث». وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنه عثر على آثار إطارات سيارة على الأرض من موقع الحادث إلى مستوطنة قريبة، وأن ما لا يقل عن أربعة من ركاب السيارة الذين أصيبوا هم من عائلة واحدة، بينهم طفلان. وندد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو «بشدة» بهذا الهجوم، وقال في بيان أصدره مكتبه إن «رئيس الوزراء أعطى تعليماته للشين بيت (جهاز الأمن الداخلي) للتحرك بقوة لاعتقال منفذي هذا الاعتداء. إنه عمل بالغ الخطورة. سنبذل ما في وسعنا لاعتقال المنفذين وإحالتهم على القضاء». واعتبرت وسائل الإعلام أن رد نتانياهو يعزز فرضية أن مستوطنين متطرفين يقفون وراء الهجوم. ونقلت وكالة «سما» عن عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات أمس استنكاره «الجريمة النكراء» التي ارتكبها عدد من المستوطنين، وتمثلت بمهاجمة عائلة المواطن أيمن غياظة بقنابل حارقة. وطالب خلال لقائه القنصل البريطاني العام فينسنت فين وقناصل وممثلي النروج وهولندا والسويد والدنمارك، وكذلك الاتصالات مع الإدارة الأميركية وعدد من الدول الأوروبية الأخرى، المجتمع الدولي ب «إدانة واستنكار هذه الجريمة وتحميل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عنها ومطالبتها باعتقال ومحاكمة الإرهابيين الذين قاموا بها». وأشار إلى أن «الإرهاب الذي يرتكبه المستوطنون ضد أبناء شعبنا الأعزل، وبما يشمل عمليات القتل وحرق المزارع ومدارس ومساجد وقطع أشجار ومهاجمة مؤسسات وسيارات، ارتفع بنسبة 41 في المئة مطلع عام 2012». وأكد أن الاستيطان في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما يشمل القدسالشرقية، يعتبر جريمة حرب وفقاً للقانون الدولي، وعلى المجتمع الدولي المبادرة لتوفير حماية دولية للشعب الفلسطيني عملاً بميثاق جنيف الرابع لعام 1949. ويعيش نحو 340 ألف مستوطن و2.5 مليون فلسطيني في الضفة. وتعتبر الأممالمتحدة جميع المستوطنات غير شرعية. على صعيد آخر، تشير التحقيقات الأولية التي أجرتها الشرطة الإسرائيلية في حادث القدسالغربية أن عشرات الشبان اليهود التفوا حول ثلاثة فلسطينيين وانهالوا عليهم بالضرب وسط صرخات «الموت للعرب»، وعندما سقط أحدهم أرضاً من الضربات، واصلوا ركله وضربه حتى فقد الوعي، وعندها هربوا من المكان. وعندما وصل طاقم الإنقاذ كان المصاب من دون نبض وفاقداً للنفس، ما اضطرهم لإجراء عمليات إنعاش متواصلة له قبل نقله الى المستشفى لمواصلة العلاج. ونقلت صحيفة «هآرتس» عن فريق الإنقاذ الطبي قوله إن المعطيات في المكان كانت تشير إلى تنفيذ «لينش» بالفلسطينيين الثلاثة، وهو ما رواه أيضاً شهود للصحيفة مباشرة، أو على صفحاتهم على «فايسبوك»، إذ أشارت احدى المشاركات ان عشرات الشبان اليهود واصلوا ضرب الشبان العرب حتى الموت، وحتى بعد ان سقط أحدهم مترنحاً، واصلوا عملية الضرب وتم ركله حتى فقد الوعي وقلب عيونه، فظنوا انه مات، وعندها حاول بعض المتطوعين انعاشه، فأبدوا استغرابهم من القيام بإنعاش عربي.