«تأخر رواتب الموظفين في الحكومة الفلسطينية في الشهرين الماضيين بسبب ناجي عطاالله وفرقته، فلعل عائدات الضرائب الفلسطينية من إسرائيل كانت في بنك ليئومي الذي سرقه»... «هنية يستعد لاستقبال ناجي عطاالله بعد عودته إلى غزة بملايين البنك الإسرائيلي»... «الرئيس المصري يكلف ناجي عطاالله مسؤولية ملف المصالحة بين فتح وحماس»... نكات وتعليقات ساخرة بالجملة يطلقها الفلسطينيون منذ مطلع شهر رمضان من وحي مسلسل الزعيم عادل إمام «فرقة ناجي عطاالله». ويحظى المسلسل بشعبية طاغية لدى الفلسطينيين، بخاصة أنه الأول الذي راعى مجموعة تفاصيل في التعاطي مع القضية الفلسطينية، بحيث لم تكن الأخطاء فادحة، كما في تجارب درامية تلفزيونية وسينمائية مصرية أخرى، على رغم بعض الثغرات بخاصة في ما يتعلق بلباس الفلسطينيات في قطاع غزة، إذ من النادر أن تجد فلسطينية غير محجبة في غزة، بخاصة في ظل سيطرة «حماس» على الأمور بعد الانقسام بين الحركة و«فتح» صيف 2007. ولعل الحملة الشرسة التي شنتها حكومة الاحتلال الإسرائيلي ضد المسلسل ساهمت في ارتفاع شعبيته لدى الفلسطينيين، حيث اتهم أوفير جندلمان، الناطق باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي، أبطال مسلسل «فرقة ناجي عطاالله» بالتحريض على كراهية إسرائيل، وأضاف: «الكراهية لليهود تبرز في كل مشهد من المسلسل، والهدف هو الكراهية لا الفن». ولم يقف الأمر عند هذا الحدّ، بل إنه وبمجرد عرض الحلقات الأولى من «فرقة ناجي عطاالله»، هاجم الإعلام الإسرائيلي المسلسل، ونشرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» مقالاً عنه جاء فيه: «لا يزال العرب يروننا دولة احتلال، وجواسيس، وبرابرة». وتعرض المسلسل إلى عمليات قرصنة من عدد من المواقع الإلكترونية الإسرائيلية، في مقدمها موقع التلفزيون الإسرائيلي، إلى درجة جعلته الأكثر سرقة والأكثر عرضاً في الكثير من المواقع الإسرائيلية، حتى إن تقارير صحافية إسرائيلية قالت إن «ناجي عطاالله» الأكثر مشاهدة في الدولة العبرية. وكان لمسلسل الزعيم وفرقته تأثير طاغٍ لدى الأطفال الفلسطينيين، حتى باتوا ينظرون إليهم كمقاتلين فدائيين ضد الاحتلال، إلى درجة أن بعضهم بات يصرخ باسم «ناجي عطاالله» خلسة أو بالعلن على مسامع جنود الاحتلال عند الحواجز العسكرية الإسرائيلية المنتشرة في الضفة الغربية. ولا يزال ينتشر مقطع من إحدى حلقات المسلسل في شكل كبير بين الفلسطينيين، على مواقع التواصل الاجتماعي، بخاصة «فايسبوك»، وعلى موقع «يوتيوب» ، يتحدث عن الانقسام بين حركتي «فتح» و «حماس». في حين كانت مجمل التعليقات على الفيديو الذي يقترب من دقيقتين، تشير إلى أن نجم الكوميديا العربي الأول وصف الحالة بدقة لفرقته، وبطريقة كوميدية ساخرة، تثير الضحك والجدل في آن من وضع مؤلم يعاني منه الفلسطينيون منذ صيف عام 2007. وفي الحوار الذي يدور بين ناجي عطاالله (عادل إمام)، وفرقته المكونة من ستة شبان، بعيد وصولهم إلى قطاع غزة عبر الأنفاق من رفح، يتساءل أحدهم عن «حماس» و «فتح»، بعد سماعه عبارات حول الحركتين على لسان أحد أبرز تجار الأنفاق في قطاع غزة. وفي حين عبر جميع أعضاء الفرقة عن الاستهجان، مؤكدين أنهم لا يعرفون أي شيء عن الحركتين وعن خلافاتهما، يحاول «حسام» (أحمد صلاح السعدني)، كونه خريج كلية التربية الرياضية الفذلكة، أن يشير إلى أنه شاهد اثنين في برنامج «الاتجاه المعاكس» عبر قناة «الجزيرة»، وأن أحدهما كان «يتحدث بحماس فالتاني انفتح فيه»! ويشرح ناجي عطاالله لفرقته المتوجهة لسرقة بنك ليئومي الإسرائيلي، وبتلقائيته التي جعلته يتربع على عرش الكوميديا منذ عقود، فيقول بالعامية المصرية «المشكلة إنه دول مش طايقين دول... ودول واقعين مع دول... ودول عايزين يخلعوا دول ويركبوا على دول، راحوا دول ضاربين في دول... المشكلة بين دول ودول جت ع هوا دول أميركا وإسرائيل طبعاً اللي عايزين يوقعوا دول مع دول، مع إنه دول نافسيهم واقعين مع بعض لوحديهم من غير دول... وإحنا في النهاية يهمنا إنه دول يبقوا مع دول... إحنا شوية مع دول وشوية مع دول».