ما أن ينتهوا من تناول وجبة الافطار، يسارع فلسطينيون مباشرة إلى مقهى قريب في مدينة البيرة في الضفة الغربية، لمتابعة المسلسل المصري "فرقة ناجي عطا الله"، الذي يتضمن الكثير من المشاهد المتعلقة بالواقع الفلسطيني. ويقول جهاد نصار، صاحب مقهى "السلطان" في مدينة البيرة في الضفة الغربية "يأتي الكثير من المواطنين هنا لمتابعة المسلسل، لكن أعدادهم ليست بحجم متابعي مسلسل " باب الحارة " مثلا". ويعرض نصار المسلسل على شاشة عملاقة، في ساحة صغيرة إلى جانب المقهى، تقع على أطراف الشارع الرئيسي. ويضيف "أعتقد أن المسلسل لفت انتباه العديد من الفلسطينيين، خاصة وأنه يتحدث عن قصة لها علاقة بالواقع الفلسطيني". ويقول "كثير من الوجوه التي تأتي لحضور المسلسل، لم أكن أراها سابقا". وتدور قصة المسلسل الذي يلعب دور البطولة فيه الممثل المصري عادل إمام، حول ملحق سياسي مصري يعمل في السفارة المصرية في تل أبيب، وبسبب مواقف هذا الملحق العدائية لإسرائيل، تم إنهاء عمله في السفارة المصرية، لكن إسرائيل حجزت على أمواله في مصارفها.ويقرر الملحق السياسي، ناجي عطا الله الذي يقوم بدوره عادل إمام، بعد عودته إلى مصر، استرجاع أمواله من أحد المصارف الإسرائيلية، من خلال فرقة قام باختيارها بعناية.ويتلقى أعضاء الفرقة تدريبات على أمور عدة ويتم اطلاعهم على تفاصيل المصرف الذي سيتم اقتحامه وسرقة أمواله. ويبرز من خلال المسلسل، الذي تبثه محطة "ام بي سي" وقناة "القاهرة" المصرية، أن المصرف المستهدف هو "بنك لئومي" الإسرائيلي، وهو مصرف مشهور في إسرائيل. بعد تدريب الفرقة وتجهيزها، تبدأ رحلتها إلى إسرائيل، من خلال العريش فرفح المصرية مروراً برفح الفلسطينية، وصولاً إلى غزة عبر الأنفاق. ويقول الشاب زيدان شريف ( 47 عاماً)، من إحدى قرى رام الله، إنه يتابع بشغف هذا المسلسل، بعد الإفطار مباشرة. ويوضح "الطريقة التي تجري فيها أحداث المسلسل الجميلة، ومحاوره جميعها تتعلق بالوضع الفلسطيني، وما يشدني في المسلسل هو طريقة عرض أحداث المسلسل في الجانب المتعلق بدخول غزة، بحيث يبدو واقعياً". وضيف "أتابع جميع حلقات المسلسل، وأنتظر الحلقة التي سيتم فيها اقتحام البنك في إسرائيل". وتحظى الشابة أميرة البرغوثي (21 عاماً) بفرصتين لمتابعة المسلسل، حيث تحرص على متابعته عبر قناة القاهرة المصرية قبل الإفطار وتعيد حضور الحلقة على محطة "ام بي سي" بعد الإفطار. وتقول أميرة "المسلسل جميل جداً لسببين، الأول أن بطل المسلسل هو الممثل عادل إمام، والثاني إنه يتحدث عن تفاصيل تتعلق بحياة الشعب الفلسطيني" مضيفة "لذلك أنا أتابع هذا المسلسل باستمرار". ويتضمن المسلسل مشاهد حقيقية تم تصويرها في قطاع غزة. ويعرض المسلسل تفاصيل الحياة داخل الأنفاق بين غزة ومصر، التي تعتبر معابر حيوية للفلسطينيين الذين يعيشون في قطاع غزة، في ظل الحصار الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة منذ أواسط العام 2007 بعد سيطرة حركة حماس عليه. ويتضمن سيناريو المسلسل أيضا نقاشات بين أعضاء الفرقة، تتعلق بأوضاع الفلسطينيين والخلافات القائمة بين فتح وحماس، إلا أن هذا النقاش يأخذ منحى كوميدياً في محاولة لإبعاده عن الطابع السياسي البحت.