يواصل مسلسل فرقة ناجي عطا الله، بطولة الزعيم عادل إمام استحواذه على نسبة عالية من المشاهدة في صفوف المشاهدين العرب الذين يتابعون عرضه على قناة (إم بي سي) عند الثامنة بتوقيت المملكة. ليس ذلك فحسب، بل إن المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رد على المسلسل متهما إياه بإثارة الكراهية ضد دولته، كما أن أغلبية وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة العربية، تناولته بالخبر والتحليل خلال الأيام السابقة ولا تزال، كون المسلسل من بطولة نجم عربي شهير(عادل إمام) وله مكانته الفنية المرموقة على مستوى الساحة العربية ولأنه على صلة أيضا بالصراع العربي الإسرائيلي. المسلسل يدور حول ضابط مصري متقاعد (الزعيم) يعمل كملحق إداري بالسفارة المصرية في تل أبيب، لكنه يتعرض للمشاكل الناتجة عن اعتراضه على وحشية الاحتلال ضد أبناء الشعب الفلسطيني، وبناء على ذلك تقوم إسرائيل بتجميد أرصدته في أحد بنوكها المحلية، لكن الزعيم لا يستسلم للعنجهية الإسرائيلية فيعود إلى مصر ليتصل بخمسة من طلابه الذين يشكلون معا فرقة تخريبية ضد إسرائيل، فيقومون بالتسلل إلى داخل الأراضي العربية المحتلة عبر الأنفاق التي حفرها الفلسطينيون بين قطاع غزة ومصر، ويقومون بتنفيذ مهمة ضد إسرائيل في عقر دارها لكنهم يتعرضون لمأزق العودة، إذ لا يتمكنون من ذلك لكن (الزعيم) يتمكن من الخروج عبر الحدود الإسرائيلية اللبنانية ليقع بمأزق آخر متمثلا بإلقاء القبض عليه من قبل المقاومة اللبنانية (حزب الله) نتيجة لارتدائه الزي العسكري الإسرائيلي، لتتواصل الأحداث بعد ذلك حتى الحلقة الأخيرة حيث يتخلل العمل الدرامي الضخم الكثير من المشاهد الطريفة التي يفجرها نجم الكوميديا الأول في الوطن العربي (عادل إمام). المسلسل محاولة من المؤلف لكشف بعض من ملامح الحياة في إسرائيل بكل ما فيها من حقد وكراهية ضد العرب الفلسطينيين وفي الأقطار العربية الأخرى حتى الذين ارتبطت حكومتهم معها بمعاهدة سلام. كما يظهر المسلسل أيضا تناقض المجتمع الإسرائيلي والصراع السائد فيه بين التيارين العلماني والديني المتطرف، كما ظهر ذلك في مشهد لمتدينين يهود متشددين يدخلون مطعما بوسط المدينة ليتأكدوا من أن المطعم يلتزم بتقديم طعام وفقا لتعاليم الشريعة اليهودية وما يصاحب ذلك من مواقف ساخرة واستهجان يبديها الزعيم الذي كان حاضرا للحادثة في المطعم. ومناظر ارتداء الإسرائيليين من العامة للطاقية اليهودية على الرؤوس التي تبدوا لافتة للمشاهد مثلها مثل تسليط الضوء إلى درجة التركيز على بخل اليهود وحبهم للمال في مشاهد المسلسل المختلفة. وعن الرسائل التي يقدمها المسلسل وعلى الرغم من أنها تبدو نمطية حين تريد إعادة تذكيرنا بأن إسرائيل بلد عدو وهذا شيء مفروغ منه، إلا أنها بالفعل كانت أكثر من جيدة على الأقل في إعادة تذكير من نسي أو تناسى فينا بأن إسرائيل لا تزال تحتل أراضي العرب وفي طليعتها فلسطين العزيزة. من بين الأشياء اللافتة في المسلسل كانت شخصية المستشار جمال عبدالناصر الذي تم تعيينه بالسفارة المصرية في تل أبيب، إذ لم يستطع التعامل مع الإسرائيليين أو يطيب له البقاء بينهم فقرر العودة للقاهرة. وفي هذه الجزئية بالذات أراد المؤلف التذكير بأن ثمة من لا يزال يرفض التعامل مع إسرائيل في أي صورة وتحت أي ظرف. لأن جرائم هذا الكيان راسخة في وجدان الإنسان العربي جيلا بعد جيل. ووفقا لبعض المصادر، فإن المسلسل «أثار الرعب في الشارع الإسرائيلي بعد عرض إعلانه، وهو أمر أفرح بطله عادل إمام الذي وعد إسرائيل بجرعة زائدة من الاستفزاز عند مشاهدتهم لمسلسله في رمضان»، وقال: أليست إسرائيل دولة احتلال أم إنها دولة سلام في الخفاء؟! بالتأكيد أنها دولة احتلال. ومن بين ردود الأفعال اللافتة التي أوردها الإسرائيليون تجاه المسلسل ما قاله «المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لشؤون الإعلام العربي أوفير جندلمان» في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي تويتر: «مسلسل فرقة ناجي عطا الله لا يصور إسرائيل ومواطنيها بشكل واقعي عمدا، والهدف منه هو تحريض الكراهية وليس الفن».