تجدد العنف الطائفي في باكستان امس، حيث قتل مسلحون 20 شيعياً رمياً بالرصاص بعد اعتراض باص يقلهم شمال غربي باكستان، في حادث هو الثاني من نوعه خلال ستة اشهر. وأعلنت الشرطة الباكستانية أن الباص الذي تعرض للهجوم، كان في رحلة من مدينة راولبندي حيث مقر قيادة الجيش، إلى مدينة كلكت ذات الغالبية الشيعية شمال البلاد. وأوضح مسؤولون أن الحافلة تعرضت لمكمن لدى وصولها إلى هضاب بابوسار توب قرب وادي سوات على بعد نحو 160 كلم شمال العاصمة. ونقلت تقارير عن مسؤول محلي قوله إن «ما بين عشرة و12 مسلحاً ارتدوا زياً عسكرياً، أوقفوا الباص وأرغموا الركاب على الترجل منه للتدقيق في هوياتهم، ثم فتحوا النار على الضحايا». وأشار مراقبون إلى ارتفاع وتيرة العنف الطائفي أخيراً، في كلكت، المقصد السياحي للأثرياء الباكستانيين والمقيمين الأجانب، علماً أن الحادث هو الأسوأ من نوعه في المنطقة منذ 28 شباط (فبراير) الماضي، حين قتل مسلحون رمياً بالرصاص 18 شيعياً استقلوا أيضاً باصاً من راولبندي إلى كلكت في شمال كوهيستان. من جهة أخرى، شنت «طالبان باكستان» هجوماً على قاعدة لسلاح الجو قرب العاصمة إسلام آباد تلته اشتباكات مع رجال الأمن، استمرت ساعتين وأسفرت عن سقوط عشرة قتلى هم رجل أمن والمهاجمون التسعة الذين تسلحوا برشاشات وقاذفات صواريخ. (راجع ص 8) وأثارت قدرة المهاجمين على اختراق موقع عسكري حساس من هذا النوع، قلقاً على سلامة الترسانة النووية الباكستانية، علماً انه الهجوم الثاني من نوعه منذ استئناف المتشددين استهداف المراكز العسكرية في البلاد في تموز (يوليو) الماضي. وتضم القاعدة المستهدفة، مركزاً لتجميع طائرات «ميراج» ومقاتلات «جي اف -17» بمساعدة صينية. وهي تقع في بلدة كامرا في سهل البنجاب على بعد ستين كيلومتراً شمال غربي إسلام آباد، وتعرضت لهجومين من قبل. وأهدت «طالبان باكستان» الهجوم إلى زعيم «القاعدة» أسامة بن لادن و»شهداء آخرين». وقال الناطق باسم الحركة المتشددة إحسان الله إحسان أن القاعدة العسكرية المستهدفة تستخدم لعمليات ضد «طالبان باكستان»، مشيراً إلى أن عدد المهاجمين لم يتجاوز الأربعة، خلافاً لما أعلنته السلطات. ورأى مراقبون أن الهجوم مؤشر إلى تصعيد الحركة استهدافها للجيش في ظل تكهنات حول إمكان رضوخ إسلام آباد لطلبات أميركية بملاحقة المسلحين المتشددين في معقلهم الأساسي في شمال وزيرستان في الحزام القبلي على الحدود الأفغانية. وأشار المراقبون إلى أن القاعدة تعرضت لهجومين خلال ظروف سياسية مماثلة. وفي 23 تشرين الأول (أكتوبر) 2009 استهدف هجوم انتحاري نقطة تفتيش على مدخل القاعدة، ما اسفر عن مقتل ستة مدنيين وموظفين اثنين في القاعدة. وفي 10 كانون الأول (ديسمبر) 2007 استهدف هجوم بسيارة مفخخة حافلة مدرسية تقل أبناء موظفين في هذه القاعدة الجوية، ما اسفر عن إصابة خمسة تلامذة على الأقل بجروح.