قتل مسلحون من حركة «طالبان باكستان» تسعة شرطيين وحراس سجن أتوا من منطقة القبائل (شمال غرب) للمشاركة في تدريبات بمدينة لاهور (شرق)، ما شكل الهجوم الثاني من نوعه خلال ثلاثة ايام على قوات الأمن بعد استهداف مخيم عسكري الإثنين الماضي. ويثير ذلك مخاوف من تجدد العنف في البنجاب، الاقليم الأكثر اكتظاظاً في البلاد والذي سيضطلع بدور اساسي في الانتخابات العامة المقبلة، بعدما شهد العام الماضي تراجعاً في هجمات متمردي «طالبان». وأعلن قائد شرطة البنجاب حبيب الرحمن، أن المهاجمين أتوا على متن ثلاث دراجات نارية وسيارة، وتسلحوا برشاشات كلاشنيكوف وقنابل يدوية. واضاف: «اقتحموا مبنى في حي ايشرا المكتظ ، حيث كان حوالى 35 شرطياً وحارساً من احد السجون لا يزالون نائمين فجراً». وقال ناجٍ يدعى محمد رضوان، إن «الموجودين في المبنى المستهدف قفزوا الى أسطح المنازل المجاورة للهرب من الرصاص المنهال عليهم، كسرت ذراعي لأنقذ حياتي»، مشيراً الى انه يعمل في سجن يقع شمال شرقي بيشاور، وأنه أتى لاهور قبل ستة اسابيع للمشاركة في تدريبات يفترض ان تنتهي في 28 الشهر الجاري. واعلن الناطق باسم «طالبان» احسان الله احسان، أن الهجوم نفِّذ «لأن الضباط المشاركين في التدريب يستخدمون في عمليات ضدنا ويعاملون معتقلينا بطريقة سيئة. نريد ان نثبت ان لا مكان في مأمن منا». وتشتبه الشرطة في ان الهجوم نفذه افراد «العصابة ذاتها» التي قتلت سبعة عناصر من قوات الأمن في مخيم عسكري بمنطقة غوجارات التي تبعد 150 كلم جنوب شرقي إسلام آباد الإثنين. ورجح مسؤول امني بارز، أن هجوم الإثنين نفذه مسلحون من منظمة محظورة تتعاون مع «طالبان» التي كثفت هجماتها بعد اعادة فتح باكستان اراضيها الاسبوع الماضي لعبور شاحنات تموين الحلف الاطلسي (ناتو) المرسلة الى افغانستان، ما انهى حظراً استمر 7 شهور. وفي حادث يمكن ان يزيد التوتر بين إسلام آباد وكابول، اعلن الجيش الباكستاني ان عشرات المتشددين عبروا الحدود من افغانستان، وهاجموا قرية كاتكوت باقليم باجوز القبلي (شمال غرب)، حيث جرح جنديان. وقال عبد الجبار شاه، رئيس المجلس المحلي في باجور: «هاجم المتشددون القرية، وركزوا على المباني الحكومية. طوقتهم قوات الأمن واستدعت مروحيات قتالية، لكنها لا تستخدم أسلحة ثقيلة بسبب وجود مدنيين». وتسكن باجور قبائل البشتون. وشن الجيش الباكستاني اخيراً هجمات فيها استهدفت «طالبان باكستان» المرتبطة بتنظيم «القاعدة»، التي تُعتبر أكبر خطر أمني يواجه باكستان. واتهمت إسلام آباد الشهر الماضي الحلف الأطلسي والجيش الأفغاني بعدم القضاء على ملاذات المتشددين في افغانستان، بعد هجوم عبر الحدود أسفر عن مقتل 13 جندياً باكستانياً. وهي تكرر بأنها تتحمل اتهامات جائرة بدعم متشددين في افغانستان، وأن الهجمات القادمة من افغانستان تظهر الصعوبة التي تواجهها أي حكومة في السيطرة على المنطقة الجبلية الممتدة على الحدود.