شدد وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس «على ضرورة الالتزام بسيادة لبنان واستقلاله في ظل الوضع الراهن»، ورأى أن «لا بد من أن يكون هناك انتقال سلمي وسياسي إن كنا نريد أن يتنحى النظام في سورية». وكان فابيوس وصل الى بيروت آتياً من العاصمة الاردنية والتقى رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري. وقال في مطار رفيق الحريري الدولي: «أنا في لبنان في زيارة سريعة بإسم الرئيس فرانسوا هولاند، آتياً من الأردن على أن أتوجه بعد ذلك إلى تركيا. وسبب وجودي هنا للتعبير عن تضامننا مع لبنان الوطن الصديق لفرنسا، وعن دعمنا لاستقلاله وسيادته»، مشيراً الى أن «لبنان عرف كما دول المنطقة، صعوبات كثيرة بسبب الوضع في سورية، ومن الضروري جداً في هذا الوضع الالتزام بسيادة لبنان واستقلاله». وعن دعوة المجتمع الدولي الرئيس السوري بشار الأسد إلى التنحي، قال فابيوس: «سأتحدث عن الموضوع السوري مع السلطات اللبنانية، وسنتطرق إلى الموضوع الإنساني لأنه مهم جداً، إذ هرب الكثيرون من سورية ولجأوا اليوم إلى لبنان، وسنتحدث عن الموضوع العسكري والمقاومة السورية التي تطرح الكثير من الأسئلة السياسية. لا بد من أن يكون هناك انتقال سلمي وسياسي إن كنا نريد أن يتنحى هذا النظام في سورية، وتحدثنا مع الدول العربية حول هذا الموضوع، ولا بد من أن تدعم الدول العربية هذا الانتقال السياسي»، مؤكداً أن «هذا القرار ليس في يدي ولا يعود إلى بلدي، نريد أن نرى سورية حرة وديموقراطية تدعم جميع الشعوب، ويجب أن تعيش هذه الشعوب بحرية داخل سورية». في السياق، أعلنت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الانسانية فاليري اموس أن الاوضاع الانسانية في سورية تردت كثيراً منذ زيارتها الاخيرة في آذار الماضي و«تدهورت أكثر فأكثر». وأثنت على «التعاون الوثيق بين الحكومة اللبنانية ومفوضية اللاجئين»، مشددة على ضرورة حماية المدنيين. وشكرت اموس خلال زيارتها وزير الشؤون الاجتماعية وائل ابو فاعور يرافقها الممثل المقيم للامم المتحدة في لبنان منسق الشؤون الانسانية روبرت واتكنز أمس، وزارة الشؤون الاجتماعية والحكومة اللبنانية «لإبقاء الحدود مفتوحة وللكرم في ضيافة النازحين السوريين». وأسفت لأنها لم تستطع زيارة النازحين في البقاع، مشيرة الى أنها تطرقت خلال زيارتها سورية مع المسؤولين الى تأثير تزايد العنف على المدنيين السوريين والحاجة الى زيادة المساعدات الانسانية». وأكدت أنها ستبذل ما في وسعها «لاستكمال الدعم للدولة اللبنانية خصوصاً في مجال زيادة الدعم المادي للدولة في سبيل دعم النازحين واللاجئين»، معلنة أن «عدد النازحين السوريين في الداخل السوري ارتفع من مليون نازح في آذار (مارس) الماضي الى مليونين ونصف المليون حالياً، بالاضافة الى آلاف النازحين خارج سورية، خصوصاً في لبنان وتركيا والعراق والاردن». وأعلنت أن السلطات السورية وافقت على مشاركة ثماني منظمات انسانية عالمية في عمليات الاغاثة ومساعدة وكالة الاممالمتحدة للاجئين، لكنها لم توافق على دخول عدد من المنظمات الكبرى التي من شأنها مساعدة هذا العدد من النازحين ومدّهم بالعون. واكد ابوفاعور «التزام لبنان بواجباته تجاه النازحين السوريين وحمايتهم»، واشار الى انه اثار مع اموس «مسألة الدعم المادي للبنان».