اشتكى أولياء أمور وطلاب مبتعثون داخلياً في كليات سعودية أهلية، من إجبارهم على دفع كامل رسوم الدراسة قبل كل فصل دراسي، على رغم أن الدولة تتحمل قيمة الرسوم عن الطلاب المقبولين في برنامج المنح الداخلية للجامعات والكليات الخاصة. مشيرين في حديث إلى «الحياة»، إلى أن الكليات والجامعات الأهلية ترفض انتظار صرف الرسوم من وزارة التعليم العالي، بل تلجأ إلى إجبار الطالب على دفعها، ليعيدوها إليه لاحقاً بعد أن يتسلموها من الوزارة. إذ اضطر ولي الأمر أبومبارك إلى دفع 60 ألفاً عن عام دراسي في الكلية الطبية الخاصة التي يدرس فيها ابنه، بعدما رفضت الكلية أن يباشر دراسته قبل أن يدفع الرسوم، بحجة أن الوزارة لا تدفع الرسوم إلا بعد استكمال الطالب إجراءات تجديد بعثته، التي تتضمن إثبات ارتفاع معدله الفصلي، وهي إجراءات تتطلب وقتاً «لا تقوى الكلية على انتظاره»، بحسب حديث أبومبارك لافتاً إلى أن المبلغ السنوي مرهق ولا يقوى كل ولي أمر على دفعه، وخصوصاً أن بعض الطلاب ممتاز في الدراسة ومعدله مرتقع، واختار أن يدرس في الجامعات السعودية الأهلية «لأنه يعول على برنامج المنح الداخلية ولا يستطيع أن يدفع التكاليف الباهضة، حتى لو أعيدت إليه في وقت لاحق». في حين يخشى مبتعثون في برنامج المنح الداخلية تحدثوا إلى «الحياة»، من لجوء الكليات والجامعات الأهلية إلى إيقاف دراستهم في حال لم يتمكنوا من دفع الرسوم. وأوضح مصدر مطلع في وزارة التعليم العالي أنه لا يحق للجامعات والكليات الأهلية أخذ الرسوم من الطالب المبتعث داخلياً، ولا تهديده بإيقاف دراسته في حال لم يدفعها، ولاسيما أن الدولة تكفلت بدفع الرسوم وفق اشتراطات محددة يتم التأكد منها ومراجعتها في شكل دوري. ولفت خلال حديثه إلى «الحياة» إلى أن الطلاب الحاصلين على منح دراسية وحصلوا على معدل مرتفع تكفل الوزارة دفع رسومهم الدراسية، بعد الرفع بسجلاتهم الأكاديمية لآخر عام دراسي، على ألّا تقل الساعات الدراسية عن 12 ساعة في الفصل الدراسي. وشدد على أن وزارة التعليم العالي ملتزمة بدفع الرسوم للجامعات والكليات الأهلية ولا تتأخر في ذلك، لكنها تتابع أحقية كل طالب باستمرار الصرف عليه بشكل دوري، فيما يتم ذلك في وقت مبكر قبل بداية العام الدراسي الجديد.