تتجدد صورة الازدحام قرب بعض مساجد مدينة الرياض خلال العشر الأواخر من شهر رمضان، بسبب بحث مواطنين ومقيمين عن المساجد التي يؤم المصلين فيها رجال دين معروفون بتلاوتهم الجميلة. وعلى رغم وجود دوريات مرورية في المناطق القريبة من المساجد التي تشهد الازدحام عادةً، إلا أن مسؤولين عن مساجد استعانوا برجال أمن صناعي (سكيورتي) لتنظيم وقوف السيارات، لكن اختصاصات هؤلاء ال«سكيورتي» تعدت ذلك إلى منع سيارات من دخول أحياء سكنية وقت صلاتي التراويح وقيام الليل، ما زاد المشكلة تعقيداً. واستغرب محمد المبارك ما قام به رجال أمن صناعي عند أحد المساجد المعروفة في حي التعاون، عندما منعه من دخول إحدى الحارات القريبة من المسجد بحجة امتلاء المواقف كافة. وقال ل«الحياة»: «أوصلت ابنتي إلى بيت أقرباء لنا في الحي قبل الفطور، وعندما عدت لاصطحابها بعد صلاة العشاء، منعني «سكيورتي» من المرور بحجة عدم وجود مواقف، وعندها دخلت في نقاش حاد معه انتهى بتدخل دوريات مرور، طلبت منه فتح الطريق». ووصل الأمر ببعض الأهالي المقيمين في أحياء قرب تلك المساجد إلى وضع حواجز ولافتات أمام أبواب منازلهم تحذر من الوقوف، كما اشتكى أصحاب محال تجارية ومحطات وقود من الإجراءات التي تطبق قرب بعض المساجد، ما يمنع وصول الزبائن إليهم خلال صلاتي التراويح والقيام. أبو عبدالعزيز الذي يسكن بجوار جامع القاضي في حي التعاون بالرياض لا يرفض الازدحام بذاته، انطلاقاً من أحقية كل شخص باختيار القارئ الذي يرغب في الصلاة خلفه، لكنه أبدى انزعاجه من عدم احترام بعض المصلّين للمنازل القريبة. وقال ل«الحياة»: «لأعوام عدة والمنطقة المجاورة للمسجد تشهد من الازدحام الشيء الكثير، واقترح البعض أن تعمل وزارة الشؤون الإسلامية على نقل الإمام إلى مسجد آخر يستوعب عدداً أكبر من المصلّين، لأن كثيراً من المصلين يحرصون على الصلاة في المسجد الذي يؤم الصلاة فيه». في حين قال فهد الأسمري الذي يسكن في حي غرناطة: «وضعت على مداخل منزلي لافتة بمنع الوقوف أمام المنزل، تجنباً لما كنت أواجهه العام الماضي، إذ كان الأمر يصل في بعض الأحيان إلى الوقوف حتى أمام باب السيارة».