يحرص بعض المصلين – خصوصا في شهر رمضان – على الصلاة خلف إمام بعينه بحجة التلذذ بتلاوته فيهجرون – رجالا ونساء – المساجد القريبة من منازلهم، ويصلون في مساجد بعيدة بحجة افتقار الإمام في الحي الذي يسكنون فيه للصوت الحسن، فيمارسون التجوال بين المساجد بحثا عن إمام وقارئ مشهور بحسن الصوت، وهذا نوع من التكلف وهجر لبيوت الله التي يفترض أن تعمر بالطاعات، وتؤدي مطاردة العامة للأئمة المشهورين إلى ازدحام بعض المساجد بأعداد كبيرة من المصلين مما قد يتجاوز الطاقة الاستيعابية للمسجد، فيصبح المكان شديد الازدحام وفي هذا أذية للمصلين، ولسكان الحي المجاورين له بسبب تكدس السيارات بالقرب من منازلهم. امتنعت منذ سنوات عن تأدية صلاة التراويح في المساجد، وفضلت الصلاة داخل منزلي بعد مشاهدتي لبعض السلوكيات السلبية التي تشوش على المصلين، وتؤذيهم، من جلب للأطفال الصغار ممن هم دون سن السابعة، وتركهم يلعبون ويمرحون، مما يؤدي إلى إزعاج المصلين الباحثين عن السكينة، وكذلك جلب البعض للأطعمة، ورمي المخلفات على أرضية المسجد دون اكتراث لقدسية بيت من بيوت الله. هذه السلوكيات السلبية، وهذه الأفعال المشينة، شاهدتها أيضاً في المسجد الحرام أثناء أدائي العمرة، فما يكاد المعتمر والزائر يدخل المسجد الحرام حتى يصدم بمشاهدة أعداد من المعتمرين من بعض الجنسيات العربية مفترشين الممرات، ونائمين في الساحات دون مراعاة للمارة وأن المسجد للصلاة وليس للنوم وممارسة التسول، ورغم الجهود الجبارة التي تبذلها الجهات المسؤولة للمحافظة على نظافة المسجد وساحاته إلا أن هناك من يمارس رمي المخلفات في أقدس وأطهر بقعة على وجه الأرض، وأكاد أجزم أنه لا يمارس هذه الأفعال المشينة في منزله ولا يمكن أن يسمح لزائر أن يفعلها على أرضية بيته ولكنه يسمح لنفسه أن يقوم بها داخل المسجد الحرام!. هذه الممارسات السلبية والمؤذية، التي تحصل في أقدس الأماكن وهي بيوت الله، تطرح عددا من التساؤلات حول مدى إدراك بعض المصلين لمعاني السور التي يتلونها في الصلاة، فبدون التعمق فيها، والعمل بها تكون صلواتهم مجرد طقوس شكلية.