أصدر الرئيس المصري محمد مرسي أمس، قرارات هامة وعاجلة تضمنت إعفاء مدير المخابرات العامة اللواء مراد موافي من منصبه، وإقالة محافظ شمال سيناء، كما أصدر تعليماته لوزير الدفاع المشير محمد حسين طنطاوي، بتعيين قائد جديد للشرطة العسكرية. وكان الرئيس مرسي، قد ترأس اجتماعا لمجلس الدفاع الوطني المصري لبحث تداعيات حادث رفح، وتطورات الأوضاع الأمنية في سيناء، خاصة بعد الهجمات التي تعرضت لها القوات المسلحة مساء أمس الأول في محيط محافظة العريش بشمال سيناء، يأتي ذلك فيما أعلنت القيادة العامة للعمليات العسكرية داخل سيناء، أن القوات المسلحة المصرية والشرطة تمكنتا من تنفيذ مهام ملاحقة العناصر الإرهابية في سيناء بنجاح، وقالت مصادر أمنية: إن القوات المسلحة قتلت عشرين إرهابيا أثناء مطاردتها للمسلحين. وعقب الاجتماع الأول لمجلس الدفاع الوطني بتشكيله الجديد بعد تولي الرئيس مرسي السلطة، وذلك لبحث تداعيات حادث رفح، قرر الرئيس المصري إعفاء اللواء مراد موافي مدير المخابرات العامة من منصبه وإحالته للمعاش، وإقالة محافظ شمال سيناء اللواء عبدالوهاب مبروك، وتعيين رئيس ٍ جديد لقوات الحرس الجمهوري، وتغيير مساعد وزير الداخلية للأمن المركزي، ومدير أمن القاهرة، بالإضافة إلى إصدار تعليمات للمشير طنطاوي وزير الدفاع بتعيين قائد جديد للشرطة العسكرية، وذلك وفقا لنص الإعلان الدستوري المكمل، الذي يكفل لطنطاوي، بصفته رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، حق تعيين القادة العسكريين. كما قرر الرئيس مرسي تعيين السفير رفاعة الطهطاوي رئيسا لديوان رئاسة الحمهورية. وقالت مصادرمطلعة ل «الشرق»: إن تغيير قادة الحرس الجمهوري والشرطة العسكرية والأمن المركزي جاء بعد فشل تأمينهم حضور مرسي للجنازة العسكرية لضحايا رفح، بينما جاء تغيير موافي بسبب تصريحاته المثيرة للجدل عن هجوم رفح. وكانت تصريحات اللواء مراد موافي رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية، لوكالة أنباء الأناضول، بأن جهاز المخابرات كانت لديه معلومات حول حادث رفح، قد أثارت جدلا كبيرا وانتقادات واسعة لدى المصريين. وهو ما رد عليه بيان للمخابرات العامة المصرية جاء فيه أن جهاز المخابرات جهاز لجمع المعلومات فقط، وليس جهة تنفيذية، ولا توجد لدى الجهاز مهام تنفيذية. وأضاف البيان أن جهاز المخابرات المصرية أرسل المعلومات التي لديه بخصوص الحادث الإرهابي الذي وقع في سيناء، إلى صناع القرار والجهات المسؤولة، مشددا أن دور الجهاز يقتصر على جمع المعلومات. ويضم مجلس الدفاع الوطني قيادات مدنية وعسكرية، ويتولى رئيس الجمهورية رئاسة المجلس، ويضم المجلس رئيس الوزراء، ورئيس مجلس الشورى، والقائد العام للقوات المسلحة، ووزراء الخارجية والداخلية والمالية، ورئيسي أركان حرب القوات المسلحة والمخابرات العامة، وقادة القوات البحرية والجوية والدفاع الجوي، ومساعد وزير الدفاع المختص، ورئيسي عمليات القوات المسلحة وهيئة القضاء العسكري، ومدير إدارة المخابرات الحربية والاستطلاع، وأمين عام وزارة الدفاع. وبعيدا عن القاهرة، تعرضت كمائن للقوات المسلحة، هي كمائن الريسة والخروبة في مدينة العريش مساء أمس الأول لهجمات مسلحة أسفرت عن إصابة ثلاثة جنود وشخص ٍ مدني، تبعتها اشتباكات مسلحة واسعة ببن القوات المسلحة المصرية مصحوبة بطلعات جوية لمقاتلات مصرية من جهة وعشرات من العناصر المسلحة التابعة لجماعات التكفير والهجرة، وشنت مقاتلات القوات المسلحة المصرية هجوما كبيرا على سيارات تابعة للمسلحين في مدينة الشيخ زويد، عشرة كيلومترات غرب مدينة رفح، وقرية تومة التي شهدت انقطاع التيار الكهربائي أثناء المواجهات العنيفة التي دارت في محيطها. ويعد استخدام المقاتلات في مواجهات الأمس تطورا لافتا، حيث إنها المرة الأولى التي تحلق فيها المقاتلات المصرية فوق سيناء منذ حرب أكتوبر. وأوضح شاهد عيان يدعى عبدالرحمن من قرية التومة، أن الطائرات المصرية شنت هجمات كبيرة على المسلحين طوال ليل الثلاثاء، وقال عبدالرحمن ل «الشرق»: «عشنا ليلة من الرعب بسبب تبادل إطلاق النيران والانفجارات والهجمات التي دمرت ثلاث سيارات للمسلحين». وقالت مصادر أمنية ل «الشرق»: إن القوات المسلحة استخدمت 13 طائرة في هجمات الثلاثاء، وأنها أسفرت عن مقتل 23 مسلحا، وأضافت المصادر ل «الشرق»: «أن الجيش رصد وجود نحو 1500 مسلح جهادي في محيط قرية التومة، وأنه يجري التعامل معهم بعد محاصرتهم». ويعتقد اللواء أحمد عبدالحليم، الخبير الاستراتيجي، أن هناك أيادي خارجية تعبث بالأمن القومي المصري من خلال تحريك تلك الخلايا الجهادية النائمة، وقال عبدالحليم ل «الشرق»: «المشهد في سيناء يقول إن هناك مئات الخلايا النائمة من المتشددين، وأن توقيت تحريكهم خلفه أغراض سياسية»، متابعا «لا يمكن استبعاد أي سيناريو، لكن لا بد من القبض على بعض تلك العناصر للتحقق ممن يقف خلفهم». وأكد عبدالله جهامة، النائب في البرلمان المنحل، وأحد كبار قبيلة الترابين، أن بدو سيناء يؤيدون الحملة العسكرية للقوات المسلحة، وقال جهامة ل «الشرق»: «هناك تنسيق كبير بين شيوخ القبائل وقادة القوات المسلحة للتخلص من البؤر الإرهابية». وبدأت مصلحة الطب الشرعي المصرية أمس، فحص أشلاء جثث المشتبه بتورطهم في تنفيذ حادث رفح الإرهابي، التي تفحمت في معظمها، حيث تسلمتها مصر من السلطات الإسرائيلية مساء الإثنين عن طريق منفذ العوجة البري. الجيش المصري في قرية توما في سيناء قرية تومة في سيناء (الشرق) دخان يتصاعد من آثار قصف الطيران المصري على مواقع لمتشددين في سيناء