ذكرت صحيفة «سبق» الإلكترونية بتاريخ 25 شعبان 1433 شكوى من مواطن يُدعى محمد قاسم، عن رفض قسم الطوارئ بمستشفى أبوعريش استقباله بعد تعرضه لكسر مضاعف في الكوع، وأنه انتظر أكثر من أربع ساعات بحجة عدم التنسيق المسبق مع طوارئ مستشفى العارضة العام. وبحسب الخبر، قال الشاب إنه تعرض لكسر مضاعف في الكوع، وتم نقله إلى مستشفى العارضة، وأُجريت له الفحوصات، وتم تجبير الكسر، ثم تم نقله إلى مستشفى أبوعريش العام لإجراء جراحة عاجلة، (إلى هنا والخبر طبيعي وعادي، شخص أُصيب، وتم تقديم الخدمات اللازمة له)، ولكنه فُوجئ - بحسب الخبر - أن الطبيب بمستشفى أبوعريش يرفض استقباله بسبب عدم التنسيق المسبق، وأنه ظل مدة أربع ساعات متواصلة يعاني، وهو ينتظر استقباله وإجراء الجراحة له، وتساءل المريض لماذا يتم تحويله من دون تنسيق مسبق؟ ولماذا ينتظر أربع ساعات؟ بعد نشر الخبر جاء الرد من مدير إدارة الإعلام الصحي في صحة جازان بالإنابة، بأن المريض تم تركه صائماً من أجل إجراء جراحة بحسب آخر وجبة تناولها، وبحسب النظام المتبع في التخدير العام، وأفاد أيضاً أن المريض دخل غرفة الجراحة، وتم إجراء الجراحة له، وهو منوّم في قسم التنويم بصحة جيدة. إلى هنا والرد جميل ومقنع، ولكن أين الخلل إذاً؟ الخلل يكمن بحسب اعتقادي في عدم التوضيح وعدم الشرح، لذلك اعتقد المريض أن المستشفى يرفض استقباله بسبب عدم التنسيق المسبق، واستغرب حدوث ذلك في زمن الاتصالات السريعة والفاكس والإيميل وحتى التليفون، ولو تجاهلنا هذا الموضوع، لماذا لم يتم توضيح الوضع للمريض بأن علينا الانتظار مدة أربع ساعات من أجل التخدير؟ ليست المشكلة أن يحصل المريض أخيراً على الخدمة المطلوبة، المشكلة كيف يحصل عليها؟ وبأية كيفية؟ المريض ليست له علاقة بموضوع التنسيق السابق الذكر، الذي نسمع عنه كثيراً ونراه أكثر على أرض الواقع في كثير من المستشفيات المتخصصة والعامة فقط، فكل جهة تتمسك بالنظام، والمتضرر الوحيد هو المريض. لو أن موظفاً متخصصاً فهم الحالة أو ذهب مع الطبيب المسؤول في الطوارئ، وتم الشرح والتوضيح بيسر وسهولة، لخفت الكثير من المشكلات والكثير من الخلافات، ولارتاح المرضى وأسرهم، ولارتاحت وزارة الصحة والمصرحون الإعلاميون أيضاً من الرد، بعد أن يوضحوا أن المريض حصل على الخدمة، وهو الآن بصحة طيبة من دون التطرق إلى سبب الشكوى، وكيفية وصول المريض إلى قناعة بأن المستشفى أهمله، ورفض استقباله، وأنه تُرِك يُعاني مدة أربع ساعات! يعيب البعض النظام الغربي الذي يشرح للمريض الحالة بكل أبعادها وبكل مخاطرها، وهذا في رأيي ما نفتقده في عالمنا العربي، لذك أرى أن علينا تبني نظام جديد «بشعار اشرح.. أفصح.. أبن» وفقكم الله. [email protected]