ربما كنا الوحيدين في العالم أو على الأقل في منطقتنا العربية الذين أعلنوا انطلاقة دوري الأندية الممتازة في منتصف شهر رمضان، الذي وافق بداية شهر آب (أغسطس) 2012. وإذا ما صدقت توقعاتي، فإننا أصبحنا بهذا أول دولة في العالم تعلن فيها صافرة بداية الدوري في الموسم الجديد، مع استثناء دول أميركا الجنوبية ودول شرق آسيا. ولعلكم تلاحظون أن أكبر دوريات العالم مثل الانكليزي والإسباني والإيطالي والفرنسي ما زالت فرقها تجري التحضيرات، وتخوض المباريات الودية، قاطعة آلاف الأميال لتحقق هدفاً مالياً، وهدفاً فنياً. وقد عودتنا الفرق العالمية على عمل زيارات لدول شرق آسيا، ودول المغرب العربي، ودول الخليج وتحديداً دبي إذ تخوض بعض المباريات الودية في إطار عملية الترويج والدعاية التي تمثل استراتيجية تسويقية لهذه الأندية. ولذلك لا تستغربوا أن يقرر الاتحاد الإيطالي إقامة مباراة السوبر التي تسبق انطلاقة الدوري في الصين، فتلك واحدة من عمليات الجذب التي تخطط لها الأندية العالمية الكبيرة. ولكم أن تتخيلوا كم من المكاسب المالية والجماهيرية التي حققها الفريقان الإيطاليان الكبيران يوفنتوس ونابولي من إقامة هذه المباراة خارج إيطاليا؟ عندما فكرنا «نحن» في إقامة مباراة السوبر، لم نحسن التوقيت، ولم نخطط لما هو أبعد من تنظيم مباراة بين بطلي الدوري والكأس، فقد قالوا ما نصه: «تقرر إقامة مباراة السوبر بين بطل دوري «زين» وبطل كأس الملك للأندية الأبطال مع بداية الموسم المقبل». إن أهم من أن نقرّ مباراة سوبر، أو نقدم فكرة لمشروع ما، أن ندرسه أولاً، وأن نضعه قبل أن يتم الإعلان عنه في صورة مثالية تحقق العوائد المالية من خلال رؤية واضحة تستند على أن كرة القدم باتت صناعة. ولعلي أتخيل أن يعمل اتحاد الكرة بالتنسيق مع اتحاد الكرة المصري -مثلاً- على إقامة مباراة السوبر السعودي التي تم تأجيلها إلى الموسم المقبل، لتقام على استاد القاهرة الدولي، والعكس صحيح، كأن تقام مباراة السوبر المصري على استاد الملك فهد الدولي بالرياض. وليس مصر فقط، فهناك الرباط، وعمّان، والخرطوم، ومستقبلاً إن شاء الله دمشق، والجزائر، والدوحة، ومسقط، والكويت، وأبعد من ذلك لتقام أيضاً في اسطنبول، ولندن، وروما، وباريس. كل ذلك لا يحتاج إلاّ إلى تخطيط تسويقي، وفكر تجاري، لأن الشركات المسوقة والراعية هي التي ستنظم مثل هذه المباريات، ونحن في اعتقادي بحاجة إلى أن ننفتح على العالم ونقدم لها صورة حية عن كرة القدم السعودية بعد مرحلة الاهتزاز التي أصابتها أخيراً. فكروا في ذلك، وابدأوا التخطيط لعصر الخصخصة من الآن، واستفيدوا من تجارب الأندية العالمية، وقووا علاقتكم بالشركات الكبرى المعنية بالرعاية والتسويق وتنظيم المناسبات، فهل نتحرك في هذا الاتجاه؟ [email protected]