أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد زعماء قادة العالم الإسلامي الذين يجتمعون في مكةالمكرمة بالابتعاد عن الطائفية، الذي وصفها بالعائق الصلب والسد العظيم أمام تحقيق كل هدف إسلامي نبيل، مؤكداً أن مطالب شعوبهم مشروعة وتطلعاتهم محققة، مع تنبيههم بأنه لا بد من وقفات حازمة لحماية المظلومين في العالم الإسلامي ورفع الظلم عنهم. وأوضح أن الدعوة إلى وحدة المسلمين وتضامنهم والتحاور والمشاورة فيما بينهم هي إحدى رواسخ هذه الدولة السعودية وثوابتها وسننها، وسار على هذا الطريقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في رغبة صادقة وعمل جاد، لتحذير هذه الأمة بقياداتها وزعمائها من محاولات الاستقطابات الإقليمية والدولية، ومن أجل اعتماد مسار تضامن الوحدة. وقال إمام وخطيب المسجد الحرام: «معاشر القادة والزعماء، ينبغي أن ينتهج المؤتمر الكريم حواراً راقياً شفافاً، يعيد للأمة حيويتها ويزيل الحواجز المفتعلة، يجب لنجاح القمة أن تتغلب القيم الأصيلة والمصالح الكبرى والوقوف مع كل مطلب عادل، تفعيلاً لقدرات الأمة، وتوحيداً لطاقاتها في تضامن حقيقي، وإرادة حازمة جادة للنهوض بالأمة، وعزم صادق لمواجهة التحديات، وحذارِ ثم حذارِ أن تقف المطامع الصغرى والمصالح الضيقة أمام المصالح الكبرى وآمال الأمة وثقتها». وأضاف قائلاً: «أيها المؤتمرون إن أولى الأوليات تعزيز التضامن الإسلامي والسير الجاد نحو تحقيق الكبرى وحدة تنقذ الأمة من هذا التشرذم والاضطراب، إن شعوبكم تنتظر منكم مواقف حازمة ضد الحملات التي يتعرض لها الإسلام، ونبي الإسلام صلى الله عليه واله وسلم وكتاب الإسلام كتاب الله العزيز، لا بد من مواقف حازمة ضد كل من يرى الإسلام في دائرة التطرف ودائرة الإرهاب ويجعلوا أهل الإسلام يدفعون ثمن ذلك غالياً من أنفسهم وكرامتهم واقتصادهم وسياستهم وعلاقاتهم. واستطرد يقول: «أيها القادة إن الفتنة التي ذم قرنها، والأفعى التي أطلت برأسها، هي هذه الطائفة المذهبية، هذه الطائفة المذهبية المقيتة، التي يحاول من يحاول من أعداء الأمة ممن لا يريد لها خيراً، ولا يريد لها قياماً، يحاول أن يرسخها، وأن يتنامى دورها السلبي، إنها والله تنبت الشقاق والتناحر والخصومة والأحقاد، وهي والله المدخل العريض للتنافس، لتحقيق مصالحهم الخاصة ومطامعهم على حساب تقسيم المقسم وتوسيع الخلافات وبث روح الانكفاء على الاصطفافات الضيقة». وقال: «أيها المؤتمرون في ديار الإسلام مذابح جماعية تنظم، يذهب كل يوم ضحيتها رجال ونساء وأطفال، كلهم أبرياء عزل مسالمون في سورية الجريحة، وفي ميانمار ببورما، يقوم بذلك كله طغاة متجبرون مجرمون، ما نقموا منهم إلا أن لهم حقوق مشروعة ومطالبات عادلة في العدل والإصلاح والعيش الكريم، لا بد من وقفات حازمة لحماية هؤلاء المظلومين ورفع الظلم عنهم، وتمكينهم من نيل حقهم المشروع في الحياة الآمنة الكريمة والأخذ على يد الظالم». وأضاف يقول: «معاشر الزعماء، وثمة قضايا أساسية هي الطريق لتحقيق الوحدة المنشودة، يجب النظر فيها، ويكون الاعتماد بعد الله في بحثها والنظر فيها على جهود دولنا الإسلامية ومواردها ورجالاتها وكفاءتها، في وضع الخطط ورصد الموارد للمشاريع المشتركة الاقتصادية والصناعية والعسكرية، وإصلاح التعليم وتحقيق الريادة العلمية والتقنية في أقطار المسلمين، مع ما ينبغي ملاحظته من حفظ حقوق الناس والحرية العامة وحقوق الأقليات، وما يتطلبه ذلك من ضبط مسار الإعلام، حتى لا يزيد من مناخات التوتر وزرع الشكوك وافتعال التنافر». وقال بن حميد : «معاشر الزعماء، هذه مطالب مشروعة وتطلعات محقة، وآمال ليس تحقيقها بعد توفيق الله وعونه بعزيز، وما هي على همم الصادقين المخلصين ببعيد، إن اجتماعكم المبارك فرصة تاريخية يجب استغلالها وعدم تفويتها، فأروا الله في هذا الشهر الكريم من أنفسكم خيراً، وجدوا وشمروا وانطلقوا على بركة الله في مسيرة التضامن الإسلامي في دعوة إلى دينكم، والتزام أحكامه وإحياء روح الأخوة الإيمانية، واعتصموا بحبل الله جميعاً، ولا تفرقوا من أجل أن يعود الدم المسلم غالياً، وتنطلق مشاريع التكامل الإسلامي في البناء والتنمية، وحتى تتحقق الاستقلالية الإسلامية المنشودة».