دعا إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد، في خطبة الجمعة أمس، القادة والزعماء المشاركون في مؤتمر قمة التضامن الإسلامي الإستثنائي الذي سيعقد في مكة الأسبوع الجاري، أن ينتهجوا حواراً راقياً شفافاً يعيد للأمة حيويتها ويزيل الحواجز المفتعلة، وقال"يجب لنجاح القمة أن تتغلب القيم الأصيلة والمصالح الكبرى والوقوف مع كل مطلب عادل تفعيلاً لقدرات الأمة وتوحيداً لطاقاتها في تضامن حقيقي وإرادة حازمة جادة للنهوض بالأمة وعزم صادق لمواجهة التحديات"، وحذر من أن تقف المطامع الصغرى والمصالح الضيقة أمام المصالح الكبرى وآمال الأمة وثقتها. وخاطب القادة والزعماء قائلاً: قضية المسلمين الكبرى ومشكلتهم الأولى فلسطين ثم فلسطين ثم فلسطين، فلسطين السليبة، فلسطين الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، لا يزال تحت الاحتلال ولا يزال العدو المحتل يقطع الأراضي ويعبث بالمقدرات بل يعبث بالاتفاقيات ويحاصر غزة ويسرق الضفة ويسعى ومن معه بما أوتوا من قوة ليجعلوا هذه القضية الكبرى في مؤخرة القضايا المهمة. وقال: أيها المؤتمرون، في ديار الإسلام مذابح جماعية تنظم يذهب كل يوم ضحيتها رجال ونساء وأطفال كلهم أبرياء عزل مسالمون في سورية الجريحة وفي ميانمار في بورما، يقوم بذلك كله طغاة متجبرون مجرمون ما نقموا منهم إلا أن لهم حقوقا مشروعة ومطالبات عادلة في العدل والإصلاح والعيش الكريم، لا بد من وقفات حازمة لحماية هؤلاء المظلومين ورفع الظلم عنهم وتمكينهم من نيل حقهم المشروع في الحياة الآمنة الكريمة والأخذ على يد الظالم. وأكد أن الأمة الإسلامية على مفترق طرق بسبب استقطابات مهلكة وتشرذمات قاتلة، مشيرا إلى أنه في هذه الظروف والبواعث والمستجدات تأتي المملكة التي تعود قادتها أن يتصدوا لكوارث الأمة والعمل مع الأشقاء لمعالجتها، شعوراً بالواجب ونهوضاً بالمسؤولية. وبين أن الدعوة إلى وحدة المسلمين وتضامنهم والتحاور والمشاورة فيما بينهم هي إحدى رواسخ هذه الدولة وثوابتها، وقال إن مؤسس هذه الدولة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - رحمه الله - حين فرغ من توحيد هذا الكيان العظيم، كان أول عمل إسلامي قام به هو دعوته إلى أول مؤتمر إسلامي عام 1345 هنا في مكةالمكرمة، ثم تعاقب على ذلك أبناؤه الملك سعود وفيصل رائد التضامن الإسلامي وخالد وفهد- رحمهم الله، الذين تعاقبوا على احتضان مؤتمرات عربية وإسلامية يشهد لها التاريخ وتشهد لها الأجيال، وقد سار على هذا السنن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز، في رغبة صادقة وعمل جاد من هذه القيادة الصالحة لتحذير هذه الأمة بقياداتها وزعمائها من محاولات الاستقطابات الإقليمية والدولية ومن أجل اعتماد مسار تضامن الوحدة. وقال لقد دعا قبل ذلك الملك عبد الله بن عبد العزيز، إلى قمتين إحداهما إسلامية والأخرى عربية من أجل هذه الأغراض النبيلة الكبرى، وله تطلعاته فهو يتطلع إلى أمة إسلامية موحدة ويتطلع إلى حكم مسلم رشيد. وأضاف"هذا الملك الصالح أعطى الحوار اهتمامه المنقطع النظير فله في ذلك سجل ناصع ومبادرات لا تنكر لدحض مقولة صدام الحضارات. وفي المدينةالمنورة، حض إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ حسين بن عبد العزيز المسلمين في خطبة الجمعة أمس، على اقتناص الفرصة في العشر الأواخر من الشهر الكريم بالتقرب إلى المولى جلت قدرته بمزيد من الطاعات.