على رغم قرار فريق الكوميديا الفلسطينية «وطن ع وتر»، في عمله الجديد «هي هيك» عبر فضائية «الفلسطينية» الحديثة العهد، التوجه نحو القضايا الاجتماعية أكثر من السياسية، إلا أن حلقة الخميس كانت سياسية بامتياز واستندت إلى فكرة استضافة الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء سلام فياض ورئيس وزراء الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية في حوارات صحافية. وجسد أدوارهم جميعاً عماد فراجين، الممثل الأول في هذه الكوميديا التي يشارك فيها خالد المصو ومنال عوض ومحمد الطيطي. انتقدت الحلقة ما يمكن وصفه بمراوغة الساسة في التعاطي مع الصحافيين، واشتراطاتهم قبل الخروج على الهواء في أي لقاء تلفزيوني، حيث استطرد فياض عند سؤاله عن أزمة رواتب الموظفين العموميين وارتفاع الأسعار ورفع نسبة الضرائب على الفلسطينيين في الضفة الغربية، واعتبر نفسه من أهم الإنجازات الفلسطينية في السنوات الأخيرة، في حين عبر هنية عن سعادته بإجراء حوار معه من رام الله، بعد «تهريبه» إليها آتياً من غزة، رافضاً الإجابة عن تساؤلات تتعلق بقمع الحريات والفقر والبطالة، في غزة، بينما أجاب على سؤال حول انقطاع التيار الكهربائي رغم تدفق السولار القطري وغيره على القطاع، بالقول إن «لا داعي للكهرباء، فغزة منورة بأهلها». وعند قيام المذيعة (منال عوض) بإجراء حوار مع الرئيس الفلسطيني المفترض، أخرجت ورقة كتبت عليها مجموعة من الأسئلة، فأخذها منها، واطلع عليها بإمعان، ثم أجاب بعد أن تأكد أنها كل الأسئلة «خليها على الله يا بنيتي». «هي هيك»، هي نسخة العام 2012 من الكوميديا التي اشتهرت تحت مسمى «وطن ع وتر»، لأسباب تتعلق بالحقوق، إذ انتقلت إلى قناة «الفلسطينية» بعدما انطلقت من تلفزيون فلسطين وتواصلت لثلاث سنوات، قبل منع بثها في رمضان الماضي بقرار من النائب العام الفلسطيني، علماً أن «الفلسطينية» بدأت البث في اليوم الأول من رمضان، كأول فضائية خاصة من داخل الأراضي الفلسطينية، وبالتحديد من مدينة رام الله. واستطاع فريق «هي هيك»، التفوق على نفسه هذا العام، على مستوى النص والأداء، وكذلك على مستوى الطرح البعيد عن التسطيح، والذي رافق بعض حلقات المواسم السابقة، وهو لربما ما أدى إلى ارتفاع نسبة المشاهدين، حيث تجاوز عدد مشاهدي «هي هيك» عبر «يوتيوب» نصف مليون مشاهد. وبرزت حلقات لاذعة على المستوى السياسي، بينها حلقة «الإخوان المسلمين» و«الانتخابات» و«أعضاء المجلس التشريعي» خصوصاً «غلاء الأسعار» التي ناقشت قضية تعتبر من أكثر ما يؤرق المواطن الفلسطيني هذه الأيام، بطريقة ساخرة حد الوجع، كما عبرت تعليقات محبي هذه الكوميديا عبر «يوتيوب» و«فايسبوك». وقال الفنان عماد فراجين، كاتب العمل بالشراكة مع الفريق، والممثل الرئيسي فيه: «هناك اختلاف على اكثر من صعيد بين «هي هيك» على فضائية «الفلسطينية» و«وطن ع وتر» عبر شاشة تلفزيون فلسطين، أبرزها التقنيات فالصورة أكثر جودة، كما أن طريقة الطرح مختلفة، والأسلوب رمزي وليس مباشراً». وأضاف: «هذا ليس تراجعاً يرتبط بالقضايا التي رفعت ضدنا، أو قرار النائب العام بوقف عرض حلقاتنا على شاشة تلفزيون فلسطين في رمضان الماضي، ولكن لرغبتنا في التغيير، وتقديم حلقات برؤية أكثر عمقاً، فلو أردنا انتقاد شخصيات بعينها وبأسمائها فإننا سنكرر أنفسنا، كون أن المسؤولين في المجمل لم يتغيروا، و»القضايا هي هي». ورأى فراجين أن «هي هيك» شهد حال نضوج فني لدى جميع العاملين فيه، وقال: «تعلمنا من أخطائنا في الأعوام الماضية، وهذا النضج كان بارزاً، كما تردنا ردود فعل على كل المستويات، ولاسيما الكتابة التي باتت أكثر قرباً من الكتابة التلفزيونية مما كانت عليه في السابق».