علمت «الحياة» من مصادر سياسية رفيعة المستوى أن الولاياتالمتحدة لم تستجب طلب مسؤولين عراقيين زيادة دورها العسكري في البلاد. إلى ذلك، تفاعلت حادثة الاشتباكات التي جرت بين تنظيم «الدولة الإسلامية» و»جيش المجاهدين» في قضاء الكرمة، شمال الفلوجة، ورفض «الجيش» أمس تسليم عناصر قتلوا قياديين اثنين من «الدولة». وقال مصدر سياسي أمس إن «مسؤولين في الحكومة قدموا طلباً إلى الولاياتالمتحدة لزيادة دورها العسكري في البلاد لمواجهة تنظيم داعش، وذلك بعد ساعات على قرار مجلس الأمن القاضي مواجهة تنظيم داعش»، ولكن المصدر أشار إلى إن «الولاياتالمتحدة لم تتفاعل مع هذا الطلب لأسباب سياسية وأخرى فنية». وأوضح أن «الأسباب السياسية التي ذكرها مسؤولون في مكتب التعاون الأمني التابع للسفارة يتعلق بوجود عناصر أمنية إيرانية تعمل مع القوات العراقية، إضافة إلى الميليشيات ومقاتلين غير نظاميين من طيف واحد». ولفت إلى أن «واشنطن تخشى أن تشارك في عمليات قتالية مع الجيش ثم يقال إنها وقفت مع مكون ضد مكون آخر»، ولكنه أشار إلى أن «واشنطن أرسلت دفعة ثالثة من المستشارين ووصل عددهم حتى اليوم (أمس) إلى نحو 900 مستشار موزعين بين بغداد وأربيل وكركوك». وعن إمكان استخدام سلاح الجو الأميركي للقواعد العسكرية الجوية العراقية، قال المصدر إن «مسؤولين عسكريين أميركيين أكدوا عدم صلاحية هذه القواعد». وأوضح أن «القواعد العسكرية العراقية التي يمتلك الجيش الأميركي خبرة في استخدامها اثنتان فقط الأولى قاعدة بلد الجوية في صلاح الدين، والثانية في قاعدة الأسد في محافظة الأنبار وكلا القاعدتين واقع في مناطق خطرة حيث لا يبعد تنظيم داعش عنها سوى بضعة كيلومترات، أما قاعدة الإمام علي في الناصرية تحتاج إلى تأهيل كامل». وأوضح أن «تأمين هذه القواعد يحتاج إلى منظومة أمنية تشمل دوريات عسكرية برية وجوية ومنظومة رادارات». وواصلت الولايات تنفيذ غارات جوية جديدة على مواقع «الدولة الإسلامية» شمال البلاد. وقالت مصادر أمنية إن الطيران الأميركي شن حتى ليل أول من أمس الخميس 14 غارة جديدة منذ نشر مقطع فيديو قتل الصحافي الأميركي، مستهدفة مناطق سد الموصل، ووفرت الغارات غطاء جوياً لقوات عراقية وكردية في المناطق الواقعة جنوب غربي سد الموصل. وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» أمس توجيه 90 ضربة جوية ضد «الدولة الإسلامية» منذ بدء الحملة في الثامن من الشهر الجاري. وأوضح بيان للوزارة أن «57 غارة نفذت لدعم القوات العراقية قرب سد الموصل، حيث نجحت العملية العسكرية المشتركة، في استعادة المنشأة الاستراتيجية بعد قرابة أسبوعين من سيطرة داعش عليها». إلى ذلك، قال أحمد الجميلي، أحد شيوخ عشائر الأنبار ل «الحياة» إن «الدولة الإسلامية» منحت تنظيم «جيش المجاهدين» مهلة حتى اليوم لتسليم قتلة اثنين من كبار قادتها الأربعاء الماضي، فيما رفض «جيش المجاهدين» المهلة. وأوضح الجميلي وهو مقرب من الفصائل المسلحة السنية في الأنبار أن «المشكلة بدأت عندما اعتدت الدولة على مناطق نفوذ جيش المجاهدين في ناحية الكرمة بعد رفض الأخير مبايعة البغدادي». ولفت إلى أن «الدولة استفزت جيش المجاهدين عندما نصبت نقاط تفتيش في عدد من قرى الكرمة أبرزها الشهابي الثانية ما أدى إلى اشتباكات عنيفة بين الطرفين وقتل القائدان العسكريان للدولة في كل من الكرمة وذراع دجلة». وأشار إلى إن «العشرات من عناصر الدولة الإسلامية وصلوا إلى الكرمة (أول من) أمس وفرضوا سيطرتهم على عدد من القرى فاضطر عدد من عناصر جيش المجاهدين إلى تسليم أسلحتهم. واعتبر رئيس مجلس محافظة الأنبار الحادثة «بداية انتفاضة ضد داعش»، وقال في بيان إن «أبناء عشائر محافظة الأنبار انتفضوا ضد عناصر تنظيم داعش الإرهابي في منطقة الكرمة وتم خلالها قتل قياديين في التنظيم».