فتح رئيس هيئة الأركان في الجيش الأميركي مارتن ديمبسي الباب أمام توجيه ضربات عسكرية ضد تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) في سورية او على الأقل في المنطقة الحدودية السورية - العراقية، معتبراً ان القضاء على مقاتلي التنظيم يتطلب «مهاجمتهم في سورية وليس في العراق فقط». وأقرت الولاياتالمتحدة الخميس بأن تنظيم «الدولة الاسلامية» هو اخطر «مجموعة ارهابية» واجهتها خلال السنوات الاخيرة، وحذرت من ان الشرق الاوسط يواجه «معركة طويلة الامد» لإلحاق الهزيمة بها، ولا يجب الاكتفاء بمحاربتها في العراق بل في سورية ايضاً. وأكد مسؤول في الخارجية الأميركية ل «الحياة» ان واشنطن «منفتحة على فكرة الانخراط مع الإيرانيين كما باقي اللاعبين الإقليميين حول داعش»، رغم انه أكد ان «ليس هناك تبادل استخباراتي أو تنسيق خطوات عسكرية بين الجانبين». وقال وزير الدفاع الاميركي تشاغ هاغل في مؤتمر صحافي مع ديمبسي في واشنطن بعد يومين من بث شريط فيديو يؤكد قتل «داعش» لصحافي الأميركي جايمس فولي أول من أمس، ان «تهديد داعش يزيد جميع المجموعات الإرهابية الاخرى اليوم وهذه تتجاوز كل ما بامكاننا معرفته. يجب ان نكون مستعدين لكل شيء». وتابع ان «داعش يتخطى بعيداً أي مجموعة ارهابية. فهو يجمع بين الايديولوجية وتطور الخبرة العسكرية التكتيكية والاستراتيجية كما انه يتلقى تمويلاً جيداً». من جهته، قال ديمبسي انه اذا كان باستطاعة «الدولة الاسلامية» إقامة «الخلافة»، فإن «الشرق الاوسط سيشهد تغييراً جذرياً من شأنه ان يسفر عن اوضاع امنية تهددنا بطرق عدة». وأكد ان الغارات التسعين التي شنّها الطيران الاميركي في العراق منذ الثامن من الشهر الحالي أدت الى «وقف اندفاعة» مقاتلي التنظيم المتطرف. وفي أول إشارة الى إمكان توجيه ضربات أميركية ل «داعش» في سورية، قال انه «بالامكان السيطرة عليهم ومن ثم إلحاق الهزيمة بهم». لكن للقضاء عليهم «تجب مهاجمتهم في سورية» وليس في العراق فقط. وأوضح انه يجب «الهجوم على جانبي الحدود (بين العراق وسورية) التي لم تعد موجودة. سيكون هذا ممكناً لدى تشكيل تحالف قادر على الانتصار على الدولة الاسلامية». وقالت مساعدة الناطقة باسم الخارجية ماري هارف: «نعتقد ان هناك حوالى 12 الف مقاتل اجنبي من خمسين بلداً على الاقل، بينهم عدد صغير من الاميركيين، توجهوا الى سورية منذ بدء النزاع» في آذار (مارس) 2011. وعن احتمال التعاون مع إيران لمحاربة «داعش»، أكد مسؤول في الخارجية الأميركية ان واشنطن «منفتحة على الانخراط مع الإيرانيين كما نحن منخرطون مع باقي اللاعبين الإقليميين حول تهديد داعش في العراق». وكان هذا الملف حاضراً على طاولة اجتماع أميركي - إيراني في فيينا في 17 حزيران (يونيو) الماضي على هامش الاجتماعات النووية بين طهران والدول الخمس زائد واحد. وقال المسؤول ان أميركا «قامت باستشارات في الماضي مع ايران حول أفغانستان وهذا الامر ليس سابقة، إنما لا ننسق أي خطوات عسكرية أو تبادل استخباراتي مع ايران».