استمرت أمس المعارك في محيط مطار الطبقة العسكري بسورية، آخر معقل لنظام بشار الأسد في محافظة الرقة بمجملها تقريبا تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن 70 مقاتلا من التنظيم قتلوا منذ الأربعاء الماضي خلال هذه المعارك. وأشار مدير المرصد رامي عبدالرحمن إلى أن قوات النظام قصفت مناطق في محيط مطار الطبقة، استخدم فيه الطيران الحربي وصواريخ سكود، كما ألقى النظام "براميل متفجرة" على مواقع "الدولة الإسلامية" ومناطق عدة في محافظة الرقة. وكان تنظيم "داعش" قد تمكن من طرد قوات النظام من موقعين عسكريين مهمين في محافظة الرقة، اللواء 93 والفرقة 17 في يوليو الماضي، بعد معارك قتل فيها أكثر من مئة جندي سوري. وعمد النظام على الأثر إلى شن حملة قصف عنيف غير مسبوق على مواقع "الدولة الإسلامية" في الرقة ومناطق أخرى في سورية. وفي وقت يتنامى فيه نفوذ تنظيم داعش بسورية أعلنت الأممالمتحدة أمس أن عدد ضحايا النزاع السوري منذ نشوبه عام 2011 بلغ 191369 قتيلا، منددة بعجز المجتمع الدولي عن وضع حد لهذه الحرب المدمرة. ومن جانبها أقرت الولاياتالمتحدة أول من أمس بأن تنظيم "الدولة الإسلامية" هو أخطر "مجموعة إرهابية" واجهتها خلال السنوات الأخيرة، وحذرت من أن الشرق الأوسط يواجه معركة طويلة الأمد لإلحاق الهزيمة بها، ولا يجب الاكتفاء بمحاربتها في العراق بل في سورية أيضا. واعتبرت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون" أنه من الممكن الإطاحة بالتنظيم المتطرف إذا رفضته المجموعات السنية المحلية وتوحدت القوى الإقليمية لمحاربته ولكن بشرط ألا تقتصر المعركة على العراق بل أن تمتد إلى سورية أيضا. من جهته، حذر رئيس أركان الهيئة المشتركة للجيوش الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي خلال مؤتمر صحفي من أن سعي الجهاديين لإقامة "خلافة" إسلامية على مناطق شاسعة يمكن أن يحدث "تغييرا جذريا في الشرق الأوسط ويولد بيئة أمنية ستهددنا بالتأكيد بطرق عدة". وقال ديمبسي إن التنظيم لديه "رؤية استراتيجية أقرب إلى نهاية العالم سيتحتم في نهاية المطاف هزمها". إلا أنه أكد أن الغارات التسعين التي شنها الطيران الأميركي في العراق منذ الثامن من شهر أغسطس الحالي أدت إلى "وقف اندفاعة" مقاتلي التنظيم المتطرف. وردا على سؤال حوال ما إذا كانت الحملة ضد التنظيم ستتخطى العراق، قال ديمبسي "يجب الهجوم على جانبي الحدود (بين العراق وسورية) التي لم تعد موجودة. سيكون هذا ممكنا لدى تشكيل تحالف قادر على الانتصار على الدولة الإسلامية". ومن جانبها، استبعدت بريطانيا أمس الحوار مع بشار الأسد في المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية، وقال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند "إن السبيل الوحيد للتعامل مع التهديد من خلال العمل مع الحكومة العراقية التي لديها قوات على الأرض، وإن الحوار مع الأسد لن يفيد القضية". إلى ذلك، كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أن تنظيم "داعش" طلب فدية مالية قوامها عدة ملايين من الدولارات مقابل إطلاق سراح الصحفي الأميركي جيمس فولي الذي تم إعدامه مؤخراً بقطع رأسه أمام عدسات الكاميرا، إلا أن الولاياتالمتحدة رفضت أن تدفع الفدية المالية لإنقاذ حياة مواطنها المخطوف. وكانت الولاياتالمتحدة قد اعترفت بأن قواتها الخاصة حاولت تنفيذ عملية لتحرير الرهائن قبل الوصول إلى مرحلة "قطع الرأس" بالنسبة للصحفي فولي، إلا أن العملية باءت بالفشل.واعتبر البيت الأبيض أن قتل الصحفي يمثل هجوما إرهابيا على الولاياتالمتحدة.