تصاعدت التهديدات الإسرائيلية بشن هجوم منفرد ضد المنشآت النووية في إيران وقال وزير الدفاع ايهود باراك إن إسرائيل لا يمكنها الاعتماد على الولاياتالمتحدة بأن تهاجم إيران في الوقت المناسب. وقال مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى في مقابلة معه نشرتها صحيفة "هآرتس" اليوم الجمعة وكشفت إذاعة الجيش إن هذا المسؤول هو باراك، الذي قال "لا يمكن الاعتماد على الأميركيين بأن يهاجموا المنشآت النووية الأميركية في الوقت المناسب". وأضاف باراك "لا يمكن توقع تعهد من جانب الرئيس الأميركي باراك أوباما بأن يهاجم في الربيع المقبل لأن الزعماء لا يمكنهم الالتزام بعملية عسكرية من هذا النوع في أمد زمني طويل بهذا الشكل". وتابع"لا أحد بإمكانه أن يضمن جلوس أوباما في الغرفة البيضاوية (في البيت الأبيض) في نيسان(أبريل) المقبل وأنه هو الذي سيتخذ القرار وليس (منافسه المرشح الجمهوري في الانتخابات الرئاسية) ميت رومني". وأضاف أن الرؤساء الجدد، (في حال انتخاب رومني)، لا يميلون إلى شن هجمات خلال العام الأول من ولايتهم. وقال باراك إنه يتوقع دخول إيران خلال نصف عام في مجال الحصانة من تأثير هجوم على منشآتها النووية واعتبر أن قرارالحسم بشن الهجوم ينبغي اتخاذه قريباً. وأشارت الصحيفة إلى أن أقوال باراك تأتي على خلفية تقرير جديد للإستخبارات الأميركية يقول إن إيران زادت عمليات تخصيب اليورانيوم في منشآتها وأنها تخصب شهرياً 12 كيلوغراماً بمستوى 20%، وأنه بهذه الوتيرة سيكون بأيدي إيران خلال 6 أو 7 شهور مواد كافية لصنع قنبلة نووية. وقال باراك "المطلوب من أجل ضرب إسرائيل وشل ما بنيناه هنا هو قنبلة واحدة فقط". وكشفت صحيفة إسرائيلية اليوم عن وجود معارضة واسعة في الحكومة الإسرائيلية ومعارضة مطلقة في صفوف قادة الأجهزة الأمنية لهجوم عسكري إسرائيلي ضد إيران يسعى رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ووزير الدفاع إيهود باراك شنه في الخريف المقبل. وأفاد كبير المعلقين في صحيفة "يديعوت أحرونوت" ناحوم برنياع والمحلل السياسي في الصحيفة شمعون شيفر في مقال مطول مشترك بأن "العِبر من العام 2006 تخيم على القيادة في العام 2012". وأشارا إلى أن "المستوى المهني كله يعارض العملية العسكرية (ضد إيران) من رئيس أركان الجيش بيني غانتس، مروراًَ بقائد سلاح الجو أمير إيشل ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية أفيف كوخافي وباقي ضباط هيئة الأركان العامة، ورئيس الموساد تمير باردو ورئيس الشاباك يورام كوهين، إضافة إلى الأغلبية في طاقم الوزراء الثمانية" الذي يقرر في القضايا الإستراتيجية. وأضاف المحللان أن "باراك يعزو هذه المعارضة إلى الصدمة الباقية من حرب لبنان الثانية، فجميع الشركاء في القرار حينذاك أيدوا شن الحرب، من الوزراء وحتى قادة المستوى المهني، وبعد ذلك عندما تعقدت الحرب شعروا بأنهم ساروا مثل قطيع خلف رغبة رئيس الحكومة (في حينه إيهود أولمرت) وندموا، والعِبر من العام 2006 تخيم على القيادة في العام 2012". وكتب برنياع و شيفر إنه لو كان القرار منوطاً بنتانياهو وباراك لهاجمت إسرائيل المنشآت النووية في إيران في الخريف المقبل وقبل الإنتخابات الرئاسية الأميركية في تشرين الثاني(نوفمبر) المقبل. وأضافا أن باراك عقد اجتماعاً لقادة الجيش وتم خلاله إجراء بحث شامل وعميق حول مهاجمة إيران ولكن معارضة قيادة الجيش لعملية كهذه كانت "شديدة وحاسمة" وبعد ذلك حاول باراك إجراء مداولات منفتحة أكثر وفي أجواء مريحة أكثر في فيلا تابعة للموساد بشمال تل أبيب لكن النتيجة كانت مشابهة والجيش والموساد عارضا هجوماً كهذا. وأشار الكاتبان الى ان باراك استنتج من مواقف القيادة الأمنية أن ما سيسببه الهجوم الإسرائيلي ضد إيران هو أمر ثانوي بالنسبة للقيادة الأمنية وأن السؤالين اللذين يقلقانهما هما شن الهجوم من دون موافقة الولاياتالمتحدة والسؤال الثاني والأساسي هو ماذا سيحدث لإسرائيل بعد هجوم كهذا. ويرى قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أنه لا مجال للشك في أن إيران سترد على هجوم إسرائيلي ضدها وهذا الرد سيكون مباشراً وبواسطة حزب الله أيضاً، وقد يقود إلى حرب إقليمية، والجبهة الداخلية الإسرائيلية ستتعرض "لوجبة يومية من الهجمات الصاروخية، وسيقتل أناس وستدمر البيوت والإقتصاد سيتضرر وسيكلف كل يوم في هذه الحرب 1.5 مليار شيكل (حوالي 375 مليون دولار)". وعقب باراك على ذلك بالقول إن مهاجمة إيران "لن تكون نزهة لكن إسرائيل تتدمر... والعملية العسكرية ضد إيران لن تحولها إلى دولة مجذومة في العالم". وأشار برنياع و شيفر إلى إصرار نتانياهو وباراك على وجوب مهاجمة إيران ونقلا عن باراك قوله إن "الطريق مفتوحة أمام كل واحد من القادة الأمنيين المعارضين للهجوم لتقديم استقالته، وأن المسؤولية على كاهله وكاهل رئيس الحكومة". وأضاف باراك أن "إيران نووية خطيرة أكثر من الأثمان التي ستجبيها عملية عسكرية ضدها، وحتى لو أدى الهجوم إلى عرقلة البرنامج النووي قليلاً فقط فإن المخاطرة تستحق ذلك، ولا يمكن معرفة ما سيفعله الزمن، إذ ربما يتغير النظام وربما تراجعت إيران ".