مع دخول العشر الأواخر من رمضان التي تشهد زيادة في حركة المعتمرين وقاصدي بيت الله الحرام طلباً للأجر والمغفرة في مثل هذه الأيام، تزداد في المقابل جرائم السرقة والنشل داخل الحرم الشريف، إذ لم يراع السارقون والنشالون قدسية الزمان والمكان حتى يرتدعوا عن غيهم. ويقتنص النشالون طرائدهم في الأماكن الأكثر ازدحاماً، وبمهارة عالية تلتقط أيديهم بخفة وسرعة ما خف وزنه وغلا ثمنه، ليلوذوا بعد ذلك هرباً وفراراً، مستعينين بخبراتهم الفردية والجماعية الطويلة في هذا المجال إضافة إلى استخدام بعضهم ل «الأمواس» الحادة أو انتظار غفوة أو سهوة من الهدف لإتمام العملية والحصول على الغنيمة المبتغاة والظفر بها. غالبية هؤلاء يأتون متسلحون بهذه «الصنعة» من بلدانهم، إما اكتساباً بالوراثة أو أنهم قد تدربوا عليها منذ نعومة أظفارهم، فقد يكون الغرض الأساس من النشل هو جمع ما تيسر لهم من أموال ونفائس ثمينة إما لحفظها أو لاستخدامها مستقبلاً، فعملهم يختلف بحسب الحال، إما بشكل فردي أو كجماعات وعصابات، إلا أن الأولى تطغى على الأخيرة دوماً، فقد لا تكون الحاجة وحدها هي الدافع الرئيس للسرقة. وكشف مصدر مطلع في شرطة العاصمة المقدسة ل «الحياة»، عن ضبط الشرطة يومياً من خمسة إلى أكثر من 10 حالات سرقة ونشل داخل الحرم المكي الشريف. وأوضح المصدر أن غالبية «النشالين» هن من النساء، وعادة ما يكن من جنسيات عربية، وذلك ما أظهرته الزيادة ملحوظة في أعداد من تم إلقاء القبض عليهن مقارنة بالأعوام الماضية. وأكد أن أكثرهن ممن تجاوزوا سن ال 30 عاماً، يستخدمون في السرقة أمواساً وآلات حادة لسرقة الأشياء الثمينة وغير الثمينة على حد سواء. وأضاف: «من هم دون ال 30 يفضلون سرقة الهواتف المحمولة على غيرها من الأشياء الأخرى».