التنوع على خشبة العرض لا يعني بالضرورة تنوع الأشكال والأنواع من الملابس المقدمة، فما يشهده أسبوع الموضة الهندي في مومباي من تنوّع يخطف الأنفاس في طرق تقديم الساري، فيشعر المتابع بأن ما يراه عبارة عن عروض كثيرة الأشكال والألوان والقصّات. هو الزي الهندي التقليدي، يتبختر على خشبة أسبوع الموضة، بألوان مختلفة وتفاصيل دقيقة، تبرز كل عارضة كحورية تتغنى بنفسها في محيط واسع، أو كفراشة مميزة تبرز في حدائق غنّاء فتبسط جناحيها، خاطفة الأنظار من كل ما يحيط بها. هو الثوب التقليدي الهندي، المعروف بأنه قطعة قماش غير مخيّطة، تلتف على جسد المرأة لتنحته، فتُظهر الرشيقة أكثر رشاقة، وتخبئ زوائد المرأة السمينة، فتخفي عيوب جسدها بأقمشة فاخرة تسرق النظر وتجعل منها سيدة جلستها. تكتسب الأزياء الهندية فرادتها من كونها استطاعت المحافظة على مكانتها كلباس تقليدي سائد، إلى لباس مميز في الحفلات والمناسبات الكبرى وكانت صناعة الازياء الفاخرة في الهند بدأت تأخذ طريقها إلى العالمية بعد تطبيق سياسات التحرر الاقتصادي في البلاد أوائل التسعينات من القرن الماضي. ولا يقتصر الساري على السيدات الهنديات المقيمات في الخارج، واللواتي غالباً ما يشكّلن نسبة كبيرة من جالياتهن في المدن، وهو ما دفع المصممين الهنود إلى الواجهة واكتسابهم مكانة كبيرة في الشرق الاوسط، إذ إن كثيراً من النقاط المشتركة بين المنطقتين تظهر، بخاصة أن الميول الثقافية شبه واحدة. وينسحب انفتاح السوق الهندية بأزيائها على الدول الأوروبية أيضاً وإن كان حضور الساري والأزياء الهندي في الغرب والدول العربية أيضاً لا يقتصر على الاستيراد، إذ إن عدداً كبيراً من المصممين العالميين والمحليين اقتبسوا الساري او بعضاً من تفاصيله وطرحوه ضمن مجموعاتهم بأشكال مختلفة ومن خلال استخدام خامات الأقمشة الفاخرة التي تشتهر بها الهند، حتى وصل الأمر ببعضهم إلى تقديم ساري جاهز للتحايل على عقبة عدم تمكن جميع النساء من ارتداء الساري، هذا الثوب الذي تتقن الهندية ارتداءه منذ الصغر. دخلت الأزياء الهندية العالمية من أكثر من باب ومنه من دون أدنى شك الاقتصاد، إذ باتت السوق الآسيوية تشكل واحدة من كبرى الأسواق المستهلكة للأزياء والمجوهرات في العالم بخاصة بعد الأزمة الاقتصادية. وتوقع اتحاد غرف التجارة والصناعة في الهند أن يبلغ حجم اعمال القطاع 7.5 بليون روبية (166 مليون دولار) بحلول عام 2012 بالمقارنة مع مستوى مقدر لعام 2008 بلغ أقل من 2.9 بليون روبية (64 مليون دولار). ويأتي معظم المشترين الاجانب للأزياء الهندية الفاخرة من دول الخليج كالإمارات والمملكة العربية السعودية، على ما أفادت وكالة «رويترز» في تحقيق لها. ويجذب التطريز الهندي الدقيق والرسوم اليدوية على القماش السيدات اللواتي يسعين إلى التميز بلباسهن، والتألق بموديلات مختلفة من الأزياء بصرف النظر عن مصدرها، وإن كان الشبه بين الأزياء الهندية وبخاصة الساري هو ما يجذب السيدة العربية وبخاصة تلك التي تراعي الفخامة في التصميم والتميز بالأقمشة الحريرية الفاخرة، فهي ألبسة أنيقة وغنية بالألوان مفعمة بالحيوية المليئة بالتفاصيل مع الكثير من البهرجة والفخامة ومعبرة عن أشكال وأنماط التنوع الواسع. ويُكسب الساري بطوله الذي يراوح بين ست وتسع ياردات، مصممه ومرتديته الحرية بالشكل الذي ترغب فيه، من خلال عملية لفّه وطريقتها، الأمر الذي يسمح باستخدامه في صور متعددة، وتتراوح أشكال الساري بين 10 و15 شكلاً على الأقل في مختلف أنحاء الهند. وتختلف أشكال الساري ومنها ساري التاميل، و«نيفي ساري»، و«كاتشا ساري».