أكدت مصادر أمنية وإعلامية عراقية ان لجنة تابعة لمكتب القائد العام للقوات المسلحة (رئيس الوزراء نوري المالكي) حققت امس مع مدير مكتب مكافحة الارهاب السابق عبد الحسين العامري بتهمة «التهاون بالقيام بواجبه في التصدي لعملية اقتحام مبنى المكتب». وكان وكيل وزارة الداخلية عدنان الأسدي أمر الخميس الماضي بفتح تحقيق شامل مع «المقصرين» في حادث اقتحام مبنى مديرية مكافحة الإرهاب في محاولة «لتهريب عناصر قيادية إرهابية محتجزين في المبنى». وقال المصدر ل «الحياة»، طالباً عدم ذكر اسمه نظراً إلى «حساسية» الموقف وعدم اكتمال التحقيقات ان «قوات من مكتب القائد العام للقوات المسلحة حققت امس مع عبد الحسين العامري واثنين من مساعديه». وكان المالكي امر بنتحية العامري، بعد ساعات من الهجوم الذي شنه سبعة انتحاريين كان هدفهم إطلاق 400 معتقل في مديرية مكافحة الارهاب في بغداد. وأوضح المصدر ان «التحقيقات الاولية تشير الى انه كان لدى العامري معلومات عن هجوم وشيك على مبنى المديرية لكنه لم يأخذها على محمل الجد». وأشار الى ان الاتهامات التي وجهت اليه تتلخص ب «سكوته عن الخلل في التحصينات الامنية لمديرية مكافحة الارهاب واعتماده على عناصر غير مدربة لم تستطع الصمود امام عدد محدود من المسلحين». وتوقع المصدر «اعتقال قادة أمنيين يشتبه بعلاقتهم مع الجهة المهاجمة». يذكر ان اللواء العامري، وهو من اقارب مستشار الامن الوطني فالح الفياض، تولى منصبه قبل شهور قليلة مديراً لجهاز مكافحة الارهاب، وكان يشغل منصب مدير الإستخبارات في محافظة بغداد ورشحه المالكي قبل نحو شهرين لرئاسة الجهاز الذي اسسه، بدلاً من وزارة الامن الوطني الملغاة في إطار برنامج الترشيق الحكومي. وأعلنت وزارة الداخلية أن تقريراً مهماً سيقدم إلى المالكي خلال اليومين المقبلين فيه تفاصيل اقتحام مديرية مكافحة الأرهاب. إلى ذلك، أكدت قيادة العمليات في بغداد ان تنظيم «القاعدة « بات يخطط طويلاً لأهداف يسعى من ورائها الى «تحقيق غايات دعائية». وقال الناطق باسم القيادة العقيد ضياء الوكيل ان «التنظيم يسعى إلى رفع معنويات من بقي من عناصره في العراق». وأضاف أن «العمليات الاخيرة، مثل اقتحام مديرية مكافحة الارهاب في بغداد او سجن التاجي انما هي عمليات انتحارية باءت كلها بالفشل». من جهة أخرى تعرض النائب عن «القائمة العراقية» حامد المطلك امس لمحاولة اغتيال باستهداف موكبه بعبوة ناسفة اثناء مروره في حي النصر والسلام التابع لقضاء ابو غريب غرب العاصمة، ما اسفر عن اصابة اثنين من حرسه. وقال المطلك في اتصال مع «الحياة» ان «الانفجار الذي استهدف المكوب كان عبوة ناسفة زرعت على بعد حوالى 100 متر من نقطة تفتيش». وأضاف ان «الانفجار الحق اضراراً كبيرة بالسيارة التي كنت استقلها» وأشار الى انه لا «يوجه اتهاماً الى أي جهة حالياً في انتظار الحصول على معلومات مؤكدة عن المتورطين في هذا الحادث».