قتل سبعة من عناصر الشرطة وأصيب 16 آخرون بجروح في هجوم منسق تم بواسطة سيارة مفخخة، أعقبه تفجيران انتحاريان ضد مجمع أمني وسط مدينة الرمادي غرب بغداد، التي شهدت أيضاً انفجار ثلاث سيارات أخرى مفخخة. وتأتي هذه الهجمات في الوقت الذي لاتزال فيه البلاد تشهد توتراً سياسياً؛ إثر صدور مذكرة اعتقال بحق نائب رئيس الجمهورية، طارق الهاشمي، بتهمة دعم وتمويل أعمال “إرهابية”. وقال اللواء هادي أرزيج، قائد شرطة الأنبار وكبرى مدنها الرمادي، إن “ستة من عناصر الشرطة قتلوا، وأصيب 16 آخرون في هجوم نفذه عدد من المسلحين بسيارة مفخخة، وتفجيرين انتحاريين بأحزمة ناسفة”. فيما أكد مصدر طبي في مستشفى الرمادي العام تلقي جثث سبعة من عناصر الشرطة و16 جريحاً آخرين. وذكر مصدر في شرطة الرمادي أن “الهجوم استهدف مقراً أمنياً يضم مديرية التحقيقات الجنائية وسط الرمادي”. وأوضح أن “نحو عشرة مسلحين، بينهم انتحاريان، اقتحموا مقراً أمنياً يضم مديرية شرطة مدينة الرمادي، ومديرية التحقيقات الجنائية، ومبنى آخر قيد الإنشاء لقائمقام الرمادي”. وأضاف أن الهجوم بدأ ب”سيارة مفخخة انفجرت قبيل الاقتحام عند البوابة، بعدها أقدم الانتحاريان على تفجير نفسيهما خلال العملية، ثم وقع تبادل لإطلاق النار؛ ما دفع المسلحين الآخرين إلى الاختباء في المبنى قيد الإنشاء، وتمت محاصرتهم من قبل الشرطة”. بدوره، أكد الناطق باسم وزارة الداخلية العراقية أن “الشرطة تحتجز حالياً المسلحين في المبنى داخل المجمع”. وأكد قائد شرطة الأنبار بعد أكثر من ثلاث ساعات تقريباً من وقوع الهجوم “مقتل الإرهابيين الستة داخل البناية التي كانوا مختبئين فيها، والسيطرة على الموقف تماماً”. وسبق الاقتحام تفجير ثلاث سيارات مفخخة بفارق زمني ضئيل، في مناطق متفرقة وسط الرمادي، الأولى قرب مديرية دائرة المياه، والثانية خلف مديرية الدفاع المدني، والثالثة قرب جامع الدولة الكبير. ولم يصب سوى ثلاثة أشخاص بجروح؛ جراء الانفجارات الثلاثة، وكانت تهدف إلى لفت انتباه القوات الأمنية، بعيداً عن موقع الهجوم الذي أريد منه احتجاز رهائن، بحسب الشرطة. يشار إلى أن تنظيم القاعدة تبنى عمليات مماثلة في بغداد والأنبار وصلاح الدين، استهدفت اقتحام دوائر حكومية ومراكز للشرطة، من خلال اقتحامها بواسطة انتحاريين يرتدون أحزمة ناسفة، ويحتجزون رهائن. ويأتي الهجوم غداة مقتل أكثر من خمسين شخصاً، وإصابة حوالى 137 آخرين بجروح في هجوم انتحاري استهدف زواراً شيعيين غرب مدينة البصرة، جنوب العراق. وجاءت هذه الهجمات بعد أسابيع قليلة من انسحاب القوات الأمريكية، التي غادر آخر قواتها في 18 من ديسمبر الماضي، وفقاً لاتفاقية موقعة بين بغداد وواشنطن. والرمادي كبرى مدن محافظة الأنبار التي كانت خلال الأعوام التي سبقت تشكيل قوات الصحوة في سبتمبر 2006 أحد أكبر معاقل تنظيم القاعدة في العراق. في غضون ذلك، تتصاعد أزمة سياسية في العراق؛ سببها الرئيسي صدور أمر باعتقال نائب الرئيس العراقي، طارق الهاشمي، بتهمة دعم الإرهاب في 19 ديسمبر الماضي، ومنعه من السفر خارج البلاد؛ لاتهامه بدعم وتمويل أعمال “إرهابية” نفذها حرسه الشخصي.