فتح مكتب القائد العام للقوات المسلحة (رئيس الوزراء نوري المالكي) تحقيقاً مع مدير دائرة مكافحة الإرهاب التي تعرضت مكاتبها أول من أمس لهجوم شنّه سبعة انتحاريين كان هدفهم إطلاق 400 معتقل وسجين. وبدأ التحقيق مع اللواء عبد الحسين العامري بعد تنحيته من منصبة للوقوف على ملابسات الحادث، فيما اعلنت وزارات الدفاع والداخلية والصحة ان حصيلة ضحايا اعمال العنف في تموز (يوليو) الماضي بلغت 325 قتيلاً وهي الاعلى منذ عام 2010. وأشارت الحصيلة الى ان بين القتلى 214 مدنياً و44 عسكرياً و40 شرطياً. وكانت الفرقة الحادية عشرة (الفرقة الذهبية)التي تتولى مسؤولية حماية النظام أحبطت هجوماً شنّه مسلحون على دائرة مكافحة الارهاب، بعد تفجير سيارتين مفخختين عند مدخل المبنى خلفتا نحو 30 قتيلاً وجريحاً. واكد مصدر امني ل»الحياة» ان «7 مسلحين يرتدون زي عناصر شرطة النجدة، ترجلوا من سيارة عقب تفجير سيارتين مفخختين، الاولى عند مدخل دائرة مكافحة الارهاب والثانية عند البوابة الخلفية، مستغلين انشغال الحرس في نقل الجرحى والقتلى». واضاف ان «المسلحين كانوا يرتدون أحزمة ناسفة، وقتل ثلاثة منهم قبل تفجير أحزمتهم عند مدخل البناية فيما تمكن اربعة آخرون من الصعود الى الطابق الثاني محاولين الوصول الى الارهابيين المحتجزين في الطوابق العليا من المبنى لكن مواجهات متقطعة جرت حتى وصول عناصر الفرقة الذهبية التي تمكنت من قتل المسلحين جميعا «. واضاف ان «الارهابيين كانوا مدججين بالاسلحة والقنابل اليدوية ويرتدون أحزمة ناسفة تكفي لتفجير المبنى بالكامل». وأوضح ان «المسلحين حاولوا إطلاق اكثر من 400 ارهابي محتجزين في دائرة الارهاب بعضهم محتجز منذ عام 2007 في دائرة تتمركز في منطقة تعد من الاماكن المغلقة ويصعب اقتحامها «. وتابع ان «القائد العام للقوات المسلحة، أوعز بعزل مدير دائرة مكافحة الارهاب اللواء عبد الحسين العامري الذي تسلم المنصب قبل شهور قليلة واحالته على التحقيق، إذ ان الحادث كشف خرقاً امنياً كبيراً في الدائرة علماً ان العامري كان يشغل منصب مدير الإستخبارات في محافظة بغداد قبل نقله الى مكافحة الارهاب». وأشار الى ان «البوابة الخلفية للمبنى كانت طوال السنوات الماضية مغلقة الا ان العامري امر بفتحها، فضلاً عن ذلك كشفت عملية الاقتحام الفاشلة وجود خلل في التحصينات الامنية للدائرة الى جانب حاجة المنتسبين الى تدريب على فنون قتالية لاكسابهم المهارات». وزاد ان»التحقيق الاولي كشف تعاون قادة في الدائرة مع جهات ارهابية ترتبط بجهات سياسية تسعى إلى زعزعة الامن في البلاد».